دشن الرئيس بشار الأسد امس "الجامعة الافتراضية السورية" في حضور عدد من المسؤولين السوريين واللبنانيين، باعتبارها اول جامعة عربية تعتمد على شبكة الانترنت للربط بين الطلاب والجامعات العربية والاجنبية على امل استقطاب الطلاب العرب والسوريين. وفي بداية الاحتفال جال الاسد ورئيس الوزراء محمد مصطفى ميرو في مقر الجامعة للاستماع الى شرح عن آلية عملها وعلاقتها بالانترنت والبنية التحتية للاتصالات في سورية. ثم رحب وزير التعليم العالي الدكتور حسان ريشة بالرئيس الاسد في مركز حرم الجامعة الافتراضية السورية باعتبارها "ريادة علمية لمنهجية التطوير والتحديث وصياغة حديثة متجددة لاسس الاستقرار والوحدة الوطنية". وأعلن رئيس الجامعة الدكتور رياض الداودي انها تهدف الى "توفير اكبر عدد من التنوع والتفرع في الاختصاصات العلمية التي توفرها الجامعات الاجنبية لطلابها في المرحلة الجامعية الاولى وفي مرحلتي الماجستير والدكتوراه، واعداد مناهج خاصة بالجامعة في اختصاصات مختلفة تدرس باللغة العربية وبلغة اجنبية اخرى مع امكان الجمع بين بعض المناهج التي تدرسها الجامعات السورية والعربية ومناهج الجامعات الاجنبية، واعداد مناهج باللغة العربية سواء عن طريق التأليف او التعريب تكون موجهة الى الطلاب الراغبين بالدراسة بلغتهم الام او موجهة الى الجاليات العربية والاسلامية حيثما وجدت". وكان وفد من الجامعة وقع اتفاقات للتعاون مع عدد من الجامعات الاميركية والبريطانية والفرنسية والكندية والالمانية، واتفاقات مبدئية مع "المؤسسة الحكومية الفرنسية" التي تشرف على التعليم الالكتروني في فرنسا ومع "المؤسسة الجامعية الفرانكوفونية" التي تضم حوالى 400 جامعة تعلم باللغة الفرنسية، علماً أن كلفة اطلاق المشروع بلغت نحو 3،1 مليون دولار اميركي. وقال الداودي ان الجامعة "لاقت اقبالاً ملحوظاً، اذ زارها حتى الآن عدد كبير من الشباب للاستعلام عن برامجها وشروط التسجيل فيها وطريقة الدراسة ومستلزماتها. سُجل أكثر من مئة طالب في اختصاصات مختلفة في برامج السنة التحضيرية وهو ما يفوق توقعاتها"، علما ان تدشينها استبق بدء العام الدراسي الجامعي الذي يشمل سفر نحو 13 ألف طالب سنوياً الى الخارج. ويدرس في الجامعات السورية التقليدية نحو 150 الف طالب. اذ يقدم 66 الفا طلبات للقبول في الجامعات، لكن نصفهم فقط يقبلو فيها ما يفسح في المجال امام "الجامعة الافتراضية" لاستقطاب عدد منهم. كما تسعى الجامعة الى استقطاب العاملين في القطاعين العام والخاص لتطوير مهارات العمال السوريين، اذ ان نحو 250 ألف شخص يدخلون الى سوق العمل سنويا. وقال الداودي: "ستنظم الجامعة دورات قصيرة موجهة الى العاملين في مختلف القطاعات الادارية والمهنية ووفقا لاحتياجاتها تهدف الى تحديث معارفهم وتنمية قدراتهم وتطوير ادائهم. وستكون مادة علم الادارة واحدة من المواد الرئيسية في هذه الدورات التي ستكون موجهة اساساً إلى قطاعات التعليم والسياحة والاقتصاد والصحة والنفط وغيرها". وكان المدير التنفيذي للجامعة ميلاد السبعلي قدم شرحاً عن آلية عمل الجامعة وقال: "هي افتراضية، أي متحررة من محدودية الزمان والمكان بارتكازها الى احدث تقنيات العصر ومفاهيمه العلمية والعملية، وهي سورية، لانها تمثل هوية حضارية ولوناً ثقافياً جذوره ضاربة في التاريخ"، لافتا الى ان الجامعة ستتجاوز اشكاليات تتعلق بعدم انتشار الانترنت في البلاد ومشكلة كون لغة التعلم انكليزية. وكان وزير المواصلات محمد بشير المنجد ابلغ "الحياة" بوجود مشروع لاقامة مليون مشترك في الانترنت ورفع الطاقة الحالية الى 90 الفا، ما يساهم في توفير البنية التحتية للمشروع.