واشنطن - رويترز - اتهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه جورج تينيت في رسالة بعض اعضاء لجنة التحقيقات التابعة للكونغرس والتي تنظر في اخطاء الاستخبارات في التعامل مع الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة العام الماضي بالتحيز والعداء ومحاولة "تسميم" الاجواء المحيطة بالتحقيقات. وبعثت الرسالة الخميس الماضي الى رئيس لجان الاستخبارات واعضائها في مجلسي النواب والشيوخ بعد جدل حول ملاحظات عن اعضاء اللجنة في ما يتعلق باعداد مواد لجلسة استماع. وتفيد الملاحظات بأن شاهد العيان التابع لوكالة الاستخبارات قد "يخفي على الارجح" معلومات في رده على اسئلة عدد المحللين الذين تعاملوا مع موضوع تنظيم "القاعدة" قبل هجمات 11 ايلول سبتمبر. ويأمل كثير من الاميركيين ان توضح التحقيقات كيف فشلت الاستخبارات الاميركية في الحيلولة دون خطف الطائرات ومهاجمة برجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الاميركية البنتاغون. واصبح عدد المحللين مصدر خلاف شديد بين المحققين التابعين للكونغرس ووكالة الاستخبارات. وتقول اليانور هيل مديرة لجنة التحقيقات ان مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات خصص خمسة محللين فقط للتعامل مع "القاعدة" قبل هجمات العام الماضي، فيما تؤكد وكالة الاستخبارات ان نحو 115 محللاً كانوا يعملون في قضايا متعلقة بالإرهاب في ذلك الوقت. الى ذلك، جاء في تقرير سلمه مكتب التحقيقات الاتحادي أف بي آي الى لجنة التحقيق في الكونغرس ان ضابطاً في المكتب ذكر في آب اغسطس الماضي ان زكريا موسوي المتهم بالتآمر في هجمات 11 ايلول ربما كان سيسيطر على طائرة ويصدم بها مركز التجارة العالمي لو كان افرج عنه من الاحتجاز. ويتعلق التقرير باتصالات بين مقر "أف بي آي" في منيابوليس تشمل موسوي الذي كان محتجزاً في منيسوتا في آب عام 2001 بسبب انتهاكات لقوانين الهجرة بعدما اثار شكوكاً في مدرسة الطيران. وقال ممثلون للادعاء في الوثيقة التي تذكر بالتفصيل المعلومات التي قدمت للجنتي الاستخبارات في الكونغرس اللتين تحققان في الهجمات ان ضابط مكتب التحقيقات ذكر ان موسوي "ربما كان سيسيطر على طائرة ويصدم بها مركز التجارة العالمي". وتحدث ممثلو الادعاء ايضاً عن تقرير لمكتب التحقيقات يتعلق بمقابلات مع موسوي في منتصف آب عام 2001 اتهمه فيه ضباط من المكتب بتقديم اجابات مضللة. ووصف كيف استخدم موسوي حقه في توكيل محام عندما تمت مواجهته بالمعلومات "بأنه يعرف عنه انه متطرف مصمم على استخدام تدريبه على الطيران في السابق وفي المستقبل في خدمة هدف إرهابي". كما جاء في التقرير الذي يحمل تاريخ 18 آب عام 2001 انه في وقت سابق في عملية الاستجواب ناقش موسوي شكوكه في سلطات الهجرة ورغبته في قيادة طائرة كبيرة واسباب عدم التدرب في مدرسة للطيران في اوروبا وعلاقاته في الخليج وسفره الاخير الى باكستان وماليزيا واندونيسيا. وأشار التقرير الى انه عندما سئل في شأن سفره الى باكستان اصبح موسوي وهو فرنسي من اصل مغربي "شديد الثورة ورفض الادلاء بمزيد من التفاصيل". وأضاف ان موسوي غضب عندما ابلغه الضابط بأن ليس لديه تفسير كاف للمبالغ الكبيرة التي في حوزته. ووجهت الى موسوي 34 عاماً ستة اتهامات بالتآمر في هجمات 11 ايلول، تحمل اربعة منها عقوبة الاعدام. ومن المقرر ان تبدأ محاكمته في كانون الثاني يناير المقبل.