شهدت جبهة النفط "هدنة" تزامنت مع المشاورات الاميركية - البريطانية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ستُؤدي نتائجها الى تحديد اتجاهات الاسعار اعتباراً من مطلع الاسبوع المقبل. وتراجع سعر خام القياس الاوروبي "برنت" في بدايات التعامل في بورصة النفط الدولية في لندن حيث في عقود تشرين الثاني نوفمبر المقبل الى 28.67 دولار للبرميل، قبل ان يعود الى تحقيق بعض المكاسب اثر الاعلان عن غارة اميركية - بريطانية على منطقة جنوببغداد، وثبت السعر عند الواحدة بتوقيت غرينيتش في حدود 28.88 دولار للبرميل، ما سينعكس الاسبوع المقبل على سعر "سلة اوبك" التي حافظت مساء الخميس على سعرها الذي تجاوز المستوى الاعلى لآلية الاسعار وسجل، حسب وكالة "اوبكنا"، 28.17 دولار للبرميل. وتزامن تراجع "برنت" مع انخفاض اسعار الخام الاميركي الخفيف الى 30.19 دولار من 31.39 دولار للبرميل وهو اعلى مستوى سجله منذ 19 شهراً. واعلن وزير الخزانة الاميركي بول اونيل ان اقتصاد الولاياتالمتحدة لن يتأثر اذا ظلت اسعار النفط ضمن حدود آلية الاسعار اي بين 22 و28 دولاراً للبرميل من "سلة اوبك". لندن، واشنطن - "الحياة"، رويترز - انخفضت اسعار "برنت" امس الى اقل مستوى الاسبوع الجاري بعدما قال بول اونيل "ان الاقتصاد الاميركي لن يتضرر اذا ظلت اسعار النفط داخل النطاق السعري لمنظمة اوبك". وابلغ اونيل الصحافيين، على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي، "ان اوبك تستهدف نطاقاً سعرياً بين 22 و28 دولاراً للبرميل... وزادت الاسعار في الاسابيع القليلة الماضية قليلا على ذلك النطاق ونحن ندرس ما يفعلونه ونواياهم، واعتقد انه في ذلك النطاق نطاق اوبك السعري لن يتضرر اقتصادنا بشدة". وحسب وسطاء بورصة النفط "ساعد الطقس المعتدل، الذي لا يزال سائداً في القسم الشمالي من الكرة الارضية، في ابقاء اسعار الخام ضمن النطاق المعقول وأدى الى امتصاص بعض الضغوط التى فرضتها "علاوة الحرب" على اسعار النفط، كما ان تجاوزات الحصص الانتاجية في دول "اوبك"، المقدرة بنحو مليوني برميل يومياً، ساعدت في لجم قفزة الاسعار الى مستويات غير عادية. من جهة ثانية قال متعاملون اوروبيون في قطاع النفط اللندني ان العراق ربما يكون الغى الرسم الاضافي غير المشروع، الذي يفرضه على مشتري نفطه، لكن بغداد لا تزال تنتهك العقوبات الدولية من خلال صادراتها النفطية عبر سورية. ويضخ العراق اكثر من 200 الف برميل يومياً من النفط الخام عبر خط انابيب الى سورية من دون تفويض دولي منذ عامين تقريبا. وتوقعت مصادر في السوق ارتفاع تلك الكمية الشهر المقبل الى 250 الف برميل يومياً بقيمة 225 مليون دولار شهرياً بالاسعار الدولية على رغم انه من الصعوبة بمكان تحديد حجم تلك الكميات على وجه الدقة. وطبقاً لتقديرات متعاملين لجداول تحميل الناقلات سترتفع في تشرين الاول اكتوبر كميات النفط التي سيجري تصديرها من سورية الى 500 الف برميل بزيادة قدرها 50 الف برميل يومياً مقارنة مع ايلول سبتمبر. وقال متعامل نفطي اوروبي، طلب عدم ذكر اسمه، "لن يصدر السوريون قطعاً الشهر المقبل كميات اقل". وتشير تقديرات متعاملين الى ان جداول التحميل لتشرين الاول تشمل 17 شحنة حجم كل منها 600 الف برميل من الخام السوري الخفيف وست شحنات من خام السويداء الاثقل واربع شحنات من الخامين. ويبلغ انتاج سورية ذاتها من النفط 550 الف برميل تصدره كله تقريباً. والكمية البالغة 300 الف برميل يومياً اللازمة لتشغيل مصافيها يجري تدبيرها كلها تقريبا من النفط العراقي الذي يجري استيراده عبر خط الانابيب الذي اعيد افتتاحه في اواخر عام 2000. وذكرت دمشق انها تقوم باستمرار باختبار الخط الذي يتسرب منه النفط بسبب نقص اعمال الصيانة وانها تنوي مد خط جديد سيكون خاضعاً للعقوبات الدولية مستقبلا.