جاء الممثل السوري أمجد الحسين مثل معظم ابناء جيله، الى الدراما التلفزيونية من المعهد العالي للفنون المسرحية. ومع ان عشقه الاول يظل المسرح، الا ان تجربته المسرحية تظل محدودة مقارنة بتجربته على الشاشة الصغيرة، التي اعطته جملة من الادوار. وعمل مع عدد من المخرجين المعروفين ولكنه في الفترة الاخيرة واظب على الحضور في اعمال المخرج نجدت اسماعيل أنزور. عن تجربته في الفن والدراما التلفزيونية كان هذا الحوار. كيف كانت بدايتك مع الفن؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك؟ - كانت بداياتي بسيطة، اذ تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية وعملت في المسرح القومي في مسرحيات "قبل ان يذوب الثلج" للمخرج محمود خضور، "النقيب كوبنك" للمخرج هشام كفارنة، "عرض زواج" للمخرج مانويل جيجي و"بيت الدمى" للمخرج هشام كفارنة. اما في التلفزيون فكانت بدايتي في مسلسل "صور اجتماعية" مع المخرج هيثم حقي الذي قدمني كذلك في مسلسل "الدوغري". بعد ذلك تتابعت اعمالي التلفزيونية مثل "خيط الدم"، "نهاية رجل شجاع"، "الجوارح" "الكواسر"، "البواسل"، "العوسج"، "تل الرماد"، "أخوة التراب"، "اوراق الزمن المر"، "البحث عن صلاح الدين"، "المسلوب" و"آخر الفرسان" وكلها للمخرج نجدت اسماعيل أنزور، إضافة الى مسلسلات "الشرخ" للمخرج الاردني احمد يوسف، و"سماح" للمخرج سالم الكردي، و"دموع الأصايل" للمخرج عصام موسى. وأنا لن انسى اللفتة الجميلة والخطوة الجريئة التي اقدم عليها المخرج هيثم حقي عندما اختارني لأداء دور رئىسي في "صور اجتماعية" الكنز أمام الممثل الكبير رفيق السبيعي، والحقيقة ان الفرحة وقتها لم تسعني لأنني سأقف امام ممثل عملاق طالما حلمت ان اقف امامه، ومخرج يطمح كل ممثل ان يلعب دوراً في اعماله. الفصحى فقط... عرفك الجمهور في الاعمال الاجتماعية اولاً، ثم اقتصرت اعمالك على الفانتازيا التاريخية، ما سبب ذلك، وأين تجد نفسك؟ - عبر مسيرتي الفنية القصيرة جسدت الكثير من الادوار الاجتماعية، لكنني بصراحة، لم اجد نفسي إلا مع اللغة الفصحى، اي مع المسلسلات التاريخية، هذه الاعمال تتناول مواضيع انسانية وسياسية واجتماعية خطيرة للغاية، اذ انها تتحدث عن قضايا الساعة، وهذا أمر احبه وأسعى اليه على رغم الجهد والمشقة التي نتعرض لها اثناء التصوير، فمثلاً "تل الرماد" تحدث عن مشكلة المياه قبل حصولها، و"الجوارح" تحدث عن المواقف الانسانية والقيم الاخلاقية من خلال نموذج اسامة بن الوهاج، و"آخر الفرسان" تحدث عن المروءة والكرم والحرية عند العرب. عملت مع عدد من المخرجين الناجحين، ولكل مخرج اسلوبه في التعامل. والعلاقة مع المخرج تتوضح منذ البداية، فعندما تتحدث عن الشخصية خصوصاً والعمل عموماً، تستطيع ان تعرف كيف سيكون تعاملك اثناء التصوير، فهناك مخرجون لا يقومون ببروفات طاولة "والمهمة تصبح أصعب بالنسبة الى الممثل"، ولكن العمل معهم يكون ممتعاً وغير ممل، وأنا أعشق التعامل مع المخرج نجدت انزور لأنه يعطي الممثل حرية بلا حدود ولا يجعل منه حجر شطرنج يحركه كما يشاء، هو يستطيع استفزاز الممثل وتحريض خياله وطاقته الابداعية، ويناقش الممثل أينما يراه، وينقل له تصوره. أبو الفنون تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، اين هو المسرح في حياتك؟ - المسرح أبو الفنون ومن خلاله يصقل الفنان موهبته، ولكن للأسف الشديد استطاع التلفزيون ان يأخذ ممثلي المسرح الى استوديواته، التلفزيون مغرٍ بماديته، والحياة قاسية، والحياة في المسرح أصبحت شديدة القسوة، واللوم يقع على المسؤولين عن المسرح، فلو اعيد النظر في الاجور المادية والمعنوية للفنانين لاستطاعوا ان يعيدوهم بسرعة الى المسرح، فالفنان الحقيقي لا يجد نفسه إلا على خشبة المسرح لأنه التواصل المباشر مع الجمهور.