أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف أن موسكو اتخذت الاستعدادات لمواجهة "عواقب اقتصادية" لحرب على العراق، فيما اعترف مسؤول أوكراني بأن رادارات "كالتشوغا" التي قيل إنها صدّرت إلى العراق موجودة في الأردن حالياً. لكن الرئيس ليونيد كوتشما نفى التعاون العسكري مع بغداد. وفي إطار مناقشة الموازنة السنوية لعام 2003، سُئل كاسيانوف عما إذا كان الاقتصاد الروسي يتعرض لهزة في حال انخفاض سعر برميل النفط إلى 15 أو 17 دولاراً، فأجاب ان بلاده "مستعدة لعواقب اقتصادية". وشدد على أن الموازنة وضعت في ضوء دراسة "كل الأخطار المحتملة"، لكنه أكد أن سعر النفط "لن يهبط بالضرورة" عند انطلاق العمليات. وهذا أول تلميح من مسؤول روسي على مستوى القمة يتضمن ما يشبه الاعتراف بأن موسكو تعتبر الهجوم على العراق يكاد أن يكون حتمياً. على صعيد آخر، نفت أوكرانيا مجدداً اتهامات أميركية بتصدير رادارات من طراز "كالتوشوغا" إلى العراق. ووافق الرئيس ليونيد كوتشما على تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في الموضوع. وكان قادة أحزاب المعارضة المطالبة باستقالة رئيس الدولة اتهموا السلطة التنفيذية بممارسة "تجارة غير مشروعة" مع العراق، وقالوا إن الأموال لم تدخل موازنة الدولة. من جانبه، ذكر غيورغي كريوتشكوف، رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوكراني، ان الرادارات المذكورة صدرت فعلاً إلى الأردن. وقال إنها موجودة هناك حالياً، ولكنه لم يجب على سؤال عما إذا كانت المملكة الأردنية في حاجة إليها. وتابع ان اتهام كييف بتصدير أسلحة إلى العراق جزء من مخطط أميركي لدعم المعارضة في مسعاها لإطاحة الرئيس كوتشما. ونشرت صحف روسية ما وصف بأنه نص حديث سجل بين كوتشما وفاليري ماليف مدير مؤسسة التصدير العسكري الأوكرانية الذي أبلغ رئيس الدولة أن العراق طلب، عبر وسطاء أردنيين، أربع رادارات "كالتشوغا" مقابل 100 مليون دولار، واقترح أن يتولى ليونيد ديركاتش مدير جهاز الأمن آنذاك الاشراف على تصديرها مفككة ضمن صناديق تنقل شاحنات "كراز" اشتراها العراق، على أن يتولى تركيبها لاحقاً خبراء أوكرانيون يحملون جوازات سفر دولة ثالثة. ووافق كوتشما على الصفقة شرط "ضمان صمت" الوسطاء الأردنيين. وطلب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون امس "توضيحات" من اوكرانيا وقال ان العلاقات بين الحلف وكييف تمر "بمرحلة دقيقة". وأعلن روبرتسون رداً على سؤال في مؤتمر صحافي في وارسو "لا نزال في حاجة للحصول على توضيحات من جانب اوكرانيا حول الأدلة". وأضاف ان "العلاقات بين الحلف الاطلسي واوكرانيا تمر بمرحلة دقيقة" واصفاً الوضع بأنه "خطير". ودعا كييف الى تقديم أجوبة "على أسئلة خطيرة جداً" تطرح حول موضوع هذه الصفقة المحتملة.