سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير صندوق النقد الدولي :"حرب قصيرة ناجحة يمكن ان تفيد الاقتصاد الدولي واستمرارها وقتاً اطول يعرقل الانتعاش". بوادر الحرب الأميركية على العراق تمنع النمو واستقرار البورصات وأسعار النفط
توقع خبراء ماليون ان يستمر سعر الدولار متقلباً وان تواصل مؤشرات اسواق الاسهم الدولية في تذبذبها الحاد في ظل عدم الاستقرار الناتج عن عدم حسم المشكلة العراقية واستمرار الحديث عن "حرب لاسقاط صدام" ما يُبقي اسعار النفط عالية تؤثر سلباً في النمو الاقتصادي، اضافة الى قلق المساهمين من انعكاس القتال على حركة التبادل والسياحة الدولية وعودة العافية الى نشاط شركات الطيران وقطاع التأمين. في الوقت نفسه قال مدير صندوق النقد الدولي هورست كويلر "ان شن حرب قصيرة ناجحة على العراق يمكن ان يفيد الاقتصاد الدولي لكن اذا استمرت الحرب وقتاً اطول فإن هذا يمكن ان يعرقل انتعاش الاقتصاد الدولي". لندن، فرانكفورت، باريس - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال هورست كويلر لصحيفة "انترناشيونال هيرالد تريبيون" إنه إذا كانت الحرب عملاً قصيراً و"اذا اقتصرت على العراق فانني اعتقد ان التأثير سيكون ضئيلاً في الاقتصادات بل قد يكون له بعض الاثر الايجابي لاأه سيكون بمثابة تصفية لموقف". وتخشى الأسواق المالية، مع افتراض ان شن هجوم امر حتمي، من ان يضر ذلك باسعار النفط ويدفع العالم الى ركود اقتصادي آخر اذا تسبب الصراع في زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال مستشار لصندوق النقد للصحيفة "ان كويلر يأمل إمكان تجنب مواجهة مع بغداد". وكان كويلر حذر في تصريحات منفصلة الخميس من "ان العقبات التي تحول دون تحقيق انتعاش زادت". وأشار الى التوترات السياسية الاقليمية وارتفاع اسعار النفط والآثار المترتبة على الفضائح المحاسبية والقلق في شأن الاسواق الصاعدة باعتبارها المخاطر الرئيسية. وساعد انهيار اسهم شركات قطاع التكنولوجيا المتقدمة في التباطؤ الحاد في النمو الدولي. ويخشى اقتصاديون من ان يكون من الصعب على الاسواق استيعاب آثار شن هجوم آخر على العراق. ويحذر الاقتصاديون من ان هذا الوضع يؤثر في الاستثمارات والنفقات. واعترف كويلر ب"مصاعب المناخ الراهن" وقال: "الخطر الذي يلوح في الافق... يجعل الموقف غير واضح ويجعل المستثمرين مترددين". وأظهرت التعاملات في بورصة النفط الدولية في لندن امس أن استمرار القلق من هجوم اميركي على العراق "لا يزال عاملاً رئيسياً في ابقاء الاسعار عالية في الوقت الذي سعى فيه المتعاملون لاستيعاب مغزى قرار "أوبك" عدم تغيير الانتاج". وبدأ التعامل بخام القياس "برنت" صباح امس مرتفعاً الى 28.40 دولار للبرميل من 28.38 دولار سعر الاقفال اول من امس. ولا يزال الخام قرب أعلى مستوياته منذ عام الذي سجله الاسبوع الماضي عند 29.02 دولار للبرميل، كما ارتفع سعر "سلة اوبك/مستوى منذ أكثر من 16 شهراً. واستمراراً للجدال في شأن موقف "اوبك" من الامدادات في ظل بوادر الحرب قال وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي امس "انه يجب على أوبك عدم زيادة الانتاج إلا في حال وجود نقص فعلي في المعروض النفطي حتى اذا تسببت المخاوف من نشوب حرب في ارتفاع الاسعار". واضاف في حديث الى "رويترز": "نعم سنستجيب لكننا سنستجيب عندما يكون للاستجابة معنى واذا لم يكن هناك نقص في المعروض، واذا كانت المخزونات في حال جيدة فإن الاستجابة وزيادة النفط في السوق لن تبعدا الخوف من عواقب كارثة أو حرب او شيء من هذا القبيل". وكرر ما قاله سابقاً "نعم سنرد لكننا سنرد فقط عندما يصبح للرد معنى". وستدق تصريحات النعيمي أجراس الانذار في الدول الرئيسية المستهلكة للنفط التي تخشى من الآثار الاقتصادية لحملة عسكرية اميركية ضد العراق وهو منتج رئيسي آخر للنفط الخام. ويشعر تجار النفط بالقلق من ان اندلاع حرب مع العراق يمكن ان يزعزع الاستقرار في الشرق الاوسط ويقطع امدادات النفط من المنطقة التي تضم ثلثي احتياطات العالم من النفط. لكن النعيمي قال "لا يوجد سبب للخوف والسبب الوحيد لعلاوة مخاطر الحرب هو القلق من نقص المعروض. ان اوبك، وبالتأكيد السعودية، قالت اننا سنرد على نقص المعروض لاي سبب وانني لا افهم لماذا يكون هناك قلق كبير في المدى البعيد. لقد اظهرنا مرات عدة ان اوبك وبالتأكيد السعودية ترد على أي توقف للامدادات". وقال الوزير السعودي "ان على أوبك ان تحترس في مواجهة قوى تتمثل في المسألة العراقية وضعف الانضباط في الالتزام بحصص الانتاج بين اعضاء المنظمة وعدم وضوح الوضع بالنسبة للنمو الاقتصادي، بالاضافة الى زيادة انتاج الدول غير الاعضاء فيها وان أوبك ليست مستعدة للعمل على الغاء علاوة الحرب الناجمة عن المخاوف من هجوم اميركي على العراق الا في حال وجود نقص حقيقي في المعروض". وأشار الى انه "في هذه البيئة على المرء ان يسير على اطراف أصابعه مراقباً كل تغير ولهذا السبب من الطيش ان تتخذ أي موقف حاسم قبل ان تجلس مع المجموعة وتستعرض الجوانب الغامضة". وقال "ان اوبك يمكنها التعامل مع التذبذبات الصغيرة في الاسعار حول معدل 25 دولاراً لسلة اوبك، ومن الناحية المثالية اذا بلغ متوسط السعر 25 دولاراً للبرميل طوال السنة فإن الجميع سيرضى لكن متوسط سعر سلة اوبك اليوم لا يزال يقل عن 24 دولاراً للبرميل". ويعني هذا ان هناك مجالاً لان تبقى الاسعار قرب الحد الاعلى من نطاق التذبذب الذي حددته اوبك بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وعندما سُئل اذا كان يشعر بالقلق من ان الرئيس العراقي صدام حسين سيهاجم السعودية اذا تعرض لضغوط رد النعيمي بقوله "نحن لا نحب فكرة مهاجمة العراق... لا احد يعرف عندما تبدأ الحرب ما ستكون عليه النهاية. انني لا اعرف ما الذي سيحدث اذا تعرض العراق لهجوم. رد فعل الناس قد يكون متعقلا وقد يكون اهوج". من جهة ثانية نفى وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل امس تقارير افادت ان بلاده تنتج النفط بأقصى طاقة اي بنحو 1.1 مليون برميل يومياً. واضاف ان انتاج الجزائر يتجاوز حصتها في اطار انتاج "أوبك" البالغة 693 الف برميل يومياً، لكنه يقل عن الطاقة الانتاجية القصوى. وقال للصحافيين "هو في المنتصف مثل كل الآخرين في أوبك".س وقدر مسح أجرته "رويترز" ان انتاج الجزائر بلغ 900 الف برميل يومياً في آب اغسطس الماضي.