الرياض، الكويت، دبي، هيوستون، أبوجا، أوسلو، سنغافورة، لندن - أ ف ب، رويترز - تراجعت أسعار النفط أمس إلى ما دون 115 دولاراً للبرميل، ما هدأ الاسواق القلقة بسبب اضطرابات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بعدما أعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أن أسواق النفط العالمية تتلقى إمدادات كافية، وأُعلن أن «أوبك» تبحث في تعزيز الإنتاج وأكدت نيجيريا استعدادها لذلك. وقال في مقابلة مع «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن السعودية تملك حالياً 3.5 مليون برميل في اليوم من الطاقة الإنتاجية الفائضة المتاحة للاستخدام التي يمكن أن تساعد في تعويض نقص الإمدادات». وأضاف: «استخدام المملكة للعديد من مواقع التخزين حول العالم يمنحها مزيداً من المرونة في تلبية أي احتياجات إضافية للسوق». وتشير أي زيادة رسمية في انتاج «أوبك» إلى عزم المنظمة على وضع حد لارتفاع الاسعار والابقاء على التعافي الاقتصادي العالمي في مساره بعدما دفعت ثورتا تونس ومصر واحتجاجات من المغرب إلى سلطنة عمان خام برنت إلى نحو 120 دولاراً للبرميل الشهر الماضي مسجلاً أعلى مستوى منذ 2008. وعطلت الأوضاع التي تكاد تتحول إلى حرب أهلية في ليبيا ما يصل إلى ثلثي انتاج البلاد من النفط أو مليون برميل يومياً، ما دفع الدول المستهلكة لنفط «أوبك» إلى أن تدعو لتعزيز الانتاج. وتراجع سعر خام برنت تسليم نيسان (أبريل) في معاملات أمس لينزل عن 115 دولاراً للبرميل. وفي التعاملات الالكترونية في آسيا، خسر سعر البرميل الخفيف «لايت سويت كرود» تسليم نيسان 41 سنتاً ليصل الى 105,03 دولار، فيما خسر برميل برنت بحر الشمال 13 سنتاً ليصل الى 114,91 دولار. وهبط خام برنت في العقود الآجلة تسليم نيسان 2.05 دولار إلى 112.99 دولار للبرميل، منخفضاً نحو 7 دولارات عن ذروته في 24 شباط (فبراير) البالغة 119.79 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 2008 حين صعد الى مستوى قياسي يبلغ 147.50 دولار للبرميل. وكذلك تراجع الخام الأميركي 1.92 دولار إلى 103.52 دولار للبرميل. وأعلنت «أوبك» أن سعر سلة خاماتها التي تضم 12 نوعاً، إلى 112.03 دولار للبرميل أول من أمس من 111.42 دولار الجمعة الماضي. في غضون ذلك، أعلنت شركة النفط الوطنية النيجيرية «ان ان بي سي» أن «نيجيريا سترفع إنتاجها من النفط الخام إذا طلبت منظمة أوبك ذلك لتهدئة أسعار الخام المرتفعة». وقال الناطق باسم الشركة ليفي أجونوما: «سنفعل أي شيء تطلبه «أوبك» من أعضائها. أي شيء ضروري بموجب قرارات أوبك». وأضاف: «نيجيريا تملك الطاقة الفائضة لزيادة إنتاجها إذا اقتضت الضرورة»، لكنه لم يحدد الحجم. وأعلن وزير النفط الكويتي الشيخ عبدالله الصباح أن أعضاء «أوبك» يتشاورون حالياً حول تأثير الاوضاع في ليبيا على الاسواق النفطية. وقال الصباح للصحافيين رداً على سؤال عما إذا كانت المنظمة تنوي رفع انتاجها: «نتشاور ولم نقرر بعد أي اتجاه سنسلك»، نافياً أن تكون بلاده وهي خامس منتج في المنظمة «رفعت انتاجها». وقال مندوب إيران الدائم لدى «أوبك» محمد علي خطيبي الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة «أوبك»: «لا حاجة إلى تعزيز إنتاج المنظمة من النفط نظراً إلى أن مخاوف المستهلكين في شأن المعروض نفسية في معظمها ولا تقوم على أي نقص حقيقي في السوق». وقال خطيبي لوكالة «رويترز» بالهاتف: «لا يوجد نقص في السوق. لا حاجة الى زيادة معروض أوبك، لكن المستهلكين قلقون وهو أمر نفسي. وتابع: «أسمع أن هناك بعض المشاورات بين الوزراء، لكن لا يوجد قرار محدد في شأن اجتماع طارئ لأوبك». وقال وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي ل «رويترز» إن «أسواق النفط العالمية تشهد امدادات كافية من المعروض على رغم تعطل بعض الانتاج الليبي». وأضاف: «نشعر بقلق شديد في شأن الوضع، لكن في الوقت الحاضر أعتقد أنه لا يوجد نقص فعلي في السوق». وفي التوقعات، رفع «غولدمان ساكس» توقعه لسعر خام برنت في الربع الثاني من 2011 إلى 105 دولارات من 100.50 دولار، قائلاً إن «السعودية تنتج مزيداً من النفط ما يقلص الطاقة الإنتاجية غير المستغلة». وأضاف بنك الاستثمار في مذكرة: «نعتقد أن الإنتاج السعودي قد يزيد نصف مليون إلى مليون برميل يومياً عن الأرقام الرسمية ما يعني تراجع الطاقة غير المستغلة لأوبك إلى أقل من مليوني برميل يومياً».