اسطنبول - رويترز - أفاد مسؤولون محليون في شمال العراق بأن نحو 80 ألف عراقي كردي فقدوا وظائفهم بسبب "اضطراب" العملة في منطقة قد يكون لها دور رئيسي في خطط الولاياتالمتحدة لإطاحة الرئيس صدام حسين. وتزيد المخاوف المتعلقة باضطراب العملة من الغموض الذي يكتنف منطقة شمال العراق، التي ستواجه اضطرابات اذا قررت الولاياتالمتحدة شن عمل عسكري ضد العراق الذي تتهمه بتطوير اسلحة دمار شامل. وخرج شمال العراق عن سيطرة بغداد منذ انفصلت الجماعات الكردية بعد حرب الخليج عام 1991. ويستخدم الاقليم، الذي تحميه طائرات اميركية وبريطانية تنطلق من قاعدة انجيرليك التركية من هجمات عراقية محتملة، اوراق الدينار العراقي القديم المطبوعة في سويسرا، فيما يستخدم نوع آخر من العملة في بقية ارجاء العراق. ولم يطبع الدينار العراقي السويسري منذ أعوام، علماً بأن اوراقه قد بليت. وقال ممثل "الحزب الديموقراطي الكردستاني" في تركيا سفين دزائي "أعيد تجميع معظم هذه الأوراق الدينار العراقي السويسري ولصقها بعدما اهترأت"، مضيفاً انه مع تداعي العملات الورقية تراجع اصدار سويسرا منها مما رفع سعرها امام الدولار. وذكرت حكومة اقليم كردستان على موقعها على الانترنت ان "الدولار انخفض من 18 ديناراً عراقياً سويسرياً قبل بضعة شهور الى أقل من 13 ديناراً هذا الاسبوع". وأضاف دزائي ان تقارير عن عمليات شراء كبيرة للدينار العراقي السويسري وتدفق العملات الصعبة من مشاريع الاممالمتحدة ومن الاكراد المقيمين في اوروبا ساهمت في رفع سعر الصرف. وقالت الحكومة الاقليمية ان المقاولين الذين ينفذون مشاريع البنية الاساسية التي ترعاها الاممالمتحدة اجبروا على التوقف عن العمل بسبب قوة العملة المحلية. يذكر ان المقاولين يتقاضون اجورهم بالدولار من الاممالمتحدة، ولم يعد باستطاعتهم سداد اجور العاملين لديهم بالدينار العراقي السويسري بعد ارتفاع سعره، وفقد نتيجة لذلك نحو 80 ألف كردي وظائفهم في المنطقة التي تضم نحو 3.5 مليون نسمة. وأضيف ارتفاع معدل البطالة الى المشاكل الناجمة عن قرار تركيا في وقت سابق هذا العام خفض تجارة وقود الديزل عبر الحدود بين تركيا وشمال العراق الذي كان مصدر دخل مهماً للمنطقة.