بدأت شركة "ارامكو السعودية" أخيراً في اتخاذ تدابير لتحويل موفديها، الذين كانوا من المقرر ان يتوجهوا الى الجامعات الاميركية، الى جامعات اخرى في اوروبا واستراليا. قال مسؤول الاعلام والنشر في "ارامكو السعودية" ، محمد العصيمي، ل"الحياة"، ان ايفاد موظفين الى جامعات في اوروبا واستراليا واليابان ليس شيئاً جديداً، إذ ان هناك تعاوناً بين الشركة وعدد كبير من الجامعات. لكنه أشار الى انه في ظل تأخر إصدار التأشيرات الاميركية لبعض الموفدين، "كان لا بد من تحويل الانظار الى جامعات اخرى، لا سيما وان هذا التأخير تسبب في عدم تمكن المتدربين من الالتحاق بجامعاتهم، ما أدى الى ضياع فرصة انضمامهم الى الفصل الدراسي الاول". وكانت السفارة الاميركية تسببت في تخلف نحو 40 موفداً من الشركة جاؤوا لقضاء إجازاتهم مع ذويهم، ولم يتمكنوا من العودة الى جامعاتهم بسبب عدم منحهم تأشيرات الدخول. وهناك أيضاً نحو 80 موظفاً من المتخرجين حديثاً من الثانوية العامة الذين تم تعيينهم وتقرر إرسالهم لمواصلة دراساتهم الجامعية، لكنهم لم يحصلوا على التأشيرات حتى الآن، ما تسبب في ضياع فرصة التحاقهم بالجامعات، على رغم انه تم تقديم أوراق بعضهم للسفارة منذ نحو 3 أشهر. غير ان التأشيرات لا تزال معلقة وسط دهشة وتساؤل كبيرين من كل الاوساط السعودية. وتعتبر "ارامكو السعودية" التعليم والتدريب جزءين أساسيين من عملها. وهي تعد إحدى أبرز الشركات العالمية التي تخصص جزءاً من دخلها لهذا الغرض، حيث يقدر حجم ما تنفقه في هذا المجال بما يزيد على 100 مليون دولار سنوياً 375 مليون ريال. وتركز الشركة في خططها على إتاحة الفرصة لموظفيها لمواصلة دراساتهم العليا، وتعتمد على الجامعات الاميركية في شكل كبير لتأهيلهم. معلوم ان الولاياتالمتحدة فرضت قيوداً على جميع المتدربين من الدول العربية والاسلامية بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر، ما تسبب في ابتعاد بعضهم وقيام بعضهم الآخر بإلغاء فكرة مواصلة الدراسة في الجامعات الاميركية. يشار الى ان السعوديين من أكثر الذين تعرضوا لمضايقات أجبرت عدداً كبيراً منهم على مغادرة الولاياتالمتحدة تاركين فرصة مواصلة تعليمهم. فقد قامت السلطات الاميركية عقب أحداث أيلول مباشرةً بإلقاء القبض على 173 سعودياً واحتجزت 54 آخرين، فيما تم ترحيل نحو 400 مواطن سعودي، وذلك خلال شهر واحد من وقوع العمليات، ما دفع السلطات السعودية الى تقديم احتجاج على هذه الممارسات ضد رعاياها. ومن نتائج تلك الاجراءات انخفاض عدد السعوديين الزائرين للولايات المتحدة، حيث تشير الاحصاءات الى ان عدد الذين زاروا الولاياتالمتحدة العام الماضي انخفض بنسبة 10 في المئة للمسافرين بغرض التجارة، و40 في المئة للمسافرين بغرض العلاج، فيما انخفض عدد الطلبة السعوديين بنسبة 2 في المئة الى 28 الف طالب العام الجاري، بينهم نحو 15 ألف طالب جامعي. ويقدر حجم إنفاق السعوديين على الدراسة هناك سنوياً بنحو 700 مليون دولار 2.62 بليون ريال، إذا أخذ في الاعتبار ان تكاليف الدراسة في تلك الجامعات والمعاهد تصل الى 25 الف دولار للطالب الواحد في المتوسط. وحتى وقت قريب، كانت الجامعات الاميركية تعتبر الوجهة المفضلة للطلاب السعوديين، مثلما هي الحال بالنسبة لعدد كبير من الطلاب في مختلف دول العالم، وذلك لارتفاع مستوى معاهدها وعراقتها، حيث يعود تاريخ بعضها الى 300 عام، بالاضافة الى توفيرها كل التخصصات. ويقدر عدد الجامعات الاميركية بنحو 3500 جامعة وكلية. وما كان يعزز رغبة السعوديين للدراسة فيها ان وزارة التعليم العالي وحتى نهاية عام 2000 كانت تعترف بنحو 600 جامعة اميركية من أصل 800 جامعة حول العالم.