شدد مصدر رفيع بسفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في العاصمة السعودية الرياض، على أن أسباب رفض السفارة منح التأشيرات لبعض المواطنين السعوديين تعود لأسباب تتعلق بعدم قيام المتقدم بتقديم بيانات صحيحة، وفق استمارة طلب الحصول على تأشيرة السفر المعتمدة على موقع السفارة على شبكة الإنترنت، معتبرا أن التأخير الناجم عن تلبية طلبات الحصول على تأشيرة يعود لإجراءات إدارية تحرص سفارة بلاده على تطبيقها وفق قانون الهجرة للولايات المتحدة الأميركية. وأوضح القنصل روبن بوسا، رئيس قسم «تأشيرات لغير الهجرة» بالسفارة الأميركية في الرياض، أن قانون الهجرة الأميركي يعتبر أن كل شخص يحصل على تأشيرة لدخول أميركا هو مهاجر شرعي، موضحا أنه عند التعامل داخل السفارة يجب على الأشخاص الراغبين في السفر لأميركا أن يثبتوا لموظف السفارة رغبتهم في الرجوع لبلدهم عند انتهاء فترة عملهم أو زيارتهم هناك، لافتا إلى أن الرفض في كثير من الحالات يكون بسبب عدم قدرة الشخص على إثبات ذلك الأمر للموظف. وكانت سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية بالرياض كشفت يوم أمس عن إحصائياتها لعدد السعوديين المتقدمين للحصول على تأشيرات سفر من ممثلياتها الدبلوماسية في السعودية، حيث قدرته بما يزيد على 110 آلاف سعودي، لعام 2011، بزيادة تقدر ب25 في المائة عن عام 2010، وبينت إحصاءات السفارة أن ما يربو على 93 في المائة من المتقدمين السعوديين تمت الموافقة على تأشيراتهم، وأن 75 في المائة من التأشيرات تمت إجراءات إصدارها خلال أسبوع. وأشار بوسا إلى أن العديد من الطلاب السعوديين المتقدمين لسفارة بلاده في السعودية للحصول على تأشيرة سفر ممن رفضت طلباتهم، يعود سبب الرفض لعدم قدرة المتقدم على إحضار الأوراق المطلوبة منه لإثبات انتظامه في إحدى المؤسسات التعليمية الأميركية. وأشار إلى أن البعض منهم لا يقومون بتعبئة بيانات طلب الحصول على تأشيرة بشكل صحيح، لافتا إلى أن التغطية المالية لكلفة الدراسة أمر ضروري يجب على الطالب إثباته ضمن أوراقه التي يتقدم بها للسفارة. وبين بوسا أن كل 3 من 4 متقدمين للحصول على تأشيرة سفر تتم الموافقة على طلباتهم، مشددا على أن الرفض يكون بسبب عدم أخذ الأمر بجدية من قبل المتقدم للحصول على تأشيرة سفر، لافتا إلى أن التأخير أو الرفض للطلبات يكون بسبب المتقدم ذاته وليس بسبب السفارة الأميركية. وشدد بوسا على أهمية مراعاة عامل الوقت، مؤكدا على أن الطلاب السعوديين المتقدمين لطب تأشيرة سفر لغرض الدراسة عليهم التقدم للحصول على تلك التأشيرة قبلها بوقت كاف، يقدره بوسا بألا يقل عن 3 أشهر، لافتا إلى أن الإجراءات الإدارية للحصول على تأشيرة سفر بغرض الدراسة تتطلب تقديم أوراق وإثبات من قبل المتقدم. وبين رئيس قسم تأشيرات لغير الهجرة بالسفارة الأميركية في الرياض أن الإجراءات الإدارية تستلزم مراجعة وتدقيق كل الأوراق للمتقدم بطلب تأشيرة دراسة بأميركا، موضحا أن عددا من الطلاب السعوديين لا يتمكنون من تقديم الأوراق المطلوبة كالشهادات الدراسية والضمان البنكي، أو الإجابة بشكل صحيح عن أسئلة المقابلة حول مكان دراستهم وإقامتهم بأميركا، لافتا إلى أن البعض يتم رفض طلبه بناء على عدم توافر إجابات دقيقة من قبله عن أسئلة واستفسارات سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية، والتي يرى فيها أنها ليست تعجيزية بقدر ما هي محاولة للتعرف على صدقية المتقدم وجديته. وحول طبيعة الأسئلة التي تتضمنها استمارة الحصول على تأشيرة سفر كونها تحتوي على أسئلة توصف بأنها جارحة كالسؤال عن مدى ارتباط المتقدم بجماعات إرهابية أو تورطه في الاتجار بالبشر، أكد رئيس قسم تأشيرات لغير الهجرة بالسفارة الأميركية في الرياض أن تلك الأسئلة تطبق في كل سفارات الولاياتالمتحدة الأميركية في مختلف أنحاء العالم، مؤكدا على كونها أسئلة موحدة وفق قانون الهجرة المعتمد من قبل الكونغرس الأميركي. ومن جانبه، أكد داود رتشفرد، نائب القنصل بسفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في الرياض، أن سفارته ليست لديها أي قائمة سوداء لدول معينة، حيث إن المتقدم للحصول على تأشيرة سفر لأميركا يجب عليه إبراز كل جوازات السفر السابقة له، والإفصاح عن الدول التي زارها سابقا. وبين رتشفرد أن العديد من السعوديين سافروا إلى سوريا وإيران، ولم يتم حرمانهم من منحهم تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأميركية عطفا على سفرهم لتلك الدول، موضحا أن سؤالهم للمتقدم للحصول على تأشيرة لأميركا هو من باب معرفة تاريخ السفر للمتقدم، ومدى تعرضه لأي من المشاكل في تلك الدول التي سافر إليها، مشددا على أن تاريخ سفر المتقدم ليس له تأثير على قبول أو رفض منحه تأشيرة سفر لأميركا. من جانبه، بين جلين كيسر، القنصل العام لسفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في الرياض، أن نسبة السعوديين المتقدمين للحصول على تأشيرة زاد في السنوات ال4 الماضية بنسبة 100 في المائة، موضحا أنه في العام الماضي 2011 سجلت الإحصاءات بسفارته ما يزيد على 110 آلاف سعودي تقدموا للحصول على تأشيرة سفر لأميركا، لافتا إلى أن 93 في المائة من المتقدمين تمت الموافقة على طلباتهم ومنحوا تأشيرة السفر. وأكد كيسر أن السعوديين يحتلون المرتبة الأولى على مستوى العالم في أعداد المتقدمين للحصول على تأشيرة سفر لأميركا، مقارنة بغيرهم من المتقدمين في مختلف أنحاء العالم. وتشير إحصاءات سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية بالسعودية إلى أن 66 ألف سعودي من المتقدمين للحصول على تأشيرة سفر، والبالغ عددهم 110 آلاف متقدم، قدموا طلباتهم عبر مكتب السفارة في الرياض، وأن ربع أولئك المتقدمين كانوا طلابا أو راغبين في إكمال دراستهم بأميركا. وأشار كيسر إلى أن الإجراءات الإدارية للحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة الأميركية يتم عمل مراجعة شاملة لها، لتكون أكثر سهولة ومرونة وسرعة في الإنجاز، مشيرا كذلك إلى أن تلك المراجعة من المتوقع الانتهاء منها الصيف المقبل، لافتا إلى أن 35 في المائة من تلك الإجراءات الإدارية سيتم الاستغناء عنها. وبحسب كيسر فإن فترة الانتظار للحصول على موعد للتأشيرة كانت تستغرق 3 أشهر، إلا أنه في السنوات الأربع الماضية تم تخفيض تلك المدة، لتكون خلال يوم عمل واحد. وكانت الإجراءات الإدارية التي يخضع لها كل متقدم للحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة الأميركية بموجب قانون الهجرة الأميركي شهدت مراجعة عقب تولي الرئيس الأميركي أوباما رئاسة الولاياتالمتحدة، وبحسب الإجراءات الإدارية الحالية فإنه يستلزم تقديم عدد كبير من الأوراق الثبوتية بالإضافة إلى كم كبير من المعلومات حول المتقدم لطلب التأشيرة، مما يؤدي إلى طول فترة الانتظار للحصول على الموافقة على تأشيرة السفر. وبحسب المسؤولين بالسفارة الأميركية في الرياض فإن الإجراءات الإدارية للحصول على تأشيرة السفر لأميركا يمكن الحصول على موعد لها بمعدل يوم عمل واحد للمتقدمين لمكتب السفارة بالرياض، فيما يتم تحديد موعد في أقل من أسبوع واحد للمتقدمين لمكتب القنصلية العامة الأميركية بالظهران (شرق السعودية)، وبمعدل أسبوعين للقنصلية بجدة (غرب السعودية). وعلى صعيد ذي صلة، كشف القنصل العام لسفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في الرياض، أن 1200 شخص تقدموا لسفارته للحصول على تأشيرة هجرة لأميركا، مؤكدا أن نسبة السعوديين من بينهم ضئيلة جدا، حيث إنها أقل من 5 في المائة، لافتا إلى أن معظم السعوديين المسافرين لأميركا لا يفضلون الإقامة بشكل غير شرعي، حيث إنهم يعودون للسعودية حال انتهاء مهامهم هناك. وتمنح الولاياتالمتحدة الأميركية في كل عام 65 ألف تأشيرة هجرة إليها على مستوى العالم. وعلى جانب آخر، بين كيسر أن أعداد المتقدمين السعوديين للحصول على تأشيرة سفر قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول) عالية جدا، حيث بلغت 75 ألف متقدم سعودي، موضحا أن عام 2001 شهد انهيارا في أعداد المتقدمين، ليتصاعد العدد في السنوات التالية، وموضحا أنه تم كسر الرقم القياسي المسجل قبل أحداث 11 سبتمبر في عام 2010 الماضي، حيث سجلت إحصاءات سفارة أميركا في السعودية تقدم ما يزيد على 91 ألف سعودي للحصول على تأشيرة سفر، مرجعا ذلك لتحسن الأوضاع والعلاقات بين البلدين. وأشار كيسر إلى أن أغلب التأشيرات تمنح لقطاع الأعمال، فيما يقدر أن كل 3 من 4 متقدمين هم من رجال الأعمال، ومشيرا إلى أن 47 ألف طالب سعودي حصلوا على تأشيرة سفر للولايات المتحدة الأميركية. يشار إلى أن سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في الرياض قامت باستضافة عدد محدد من وسائل الإعلام السعودية لإطلاعها على ما يتم خلف الكواليس من إجراءات إدارية للحصول على تأشيرة سفر لأميركا، وكانت الجولة تشمل الوقوف على كل المواقع داخل السفارة ذات العلاقة بتلك الإجراءات.