واشنطن - أ ف ب - يعارض جنرالات اميركيون متقاعدون معفيون من واجب الاحتياط شن عملية أميركية من طرف واحد على العراق، منضمين بذلك الى معسكر المعارضين لمثل هذه العملية، في مواجهة المدنيين المتحمسين لها. واعتبر ثلاثة جنرالات بأربع نجوم أعلى رتبة عسكرية في الولاياتالمتحدة خلال الأيام الأخيرة، أنه سيكون من غير المبرر شن هجوم سريع من دون مساعدة الحلفاء لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. وهؤلاء الضباط هم الجنرال انتوني زيني الرئيس السابق للقيادة العسكرية المركزية، والجنرال نورمان شوارزكوف الذي شارك في عملية "عاصفة الصحراء" ضد العراق عام 1991، والجنرال ويسلي كلارك القائد العام السابق لقوات الحلف الاطلسي الذي قاد حرب كوسوفو عام 1999. وتساءل كلارك في تصريحات صحافية "لمَ العجلة" في شن حرب "ينبغي ان تكون الخيار الأخير"؟ داعياً إلى "اجماع دولي" مسبق. وتضاف أصوات الضباط الثلاثة الى صوت الجنرال السابق برنت سكوكروفت، المستشار السابق لشؤون الامن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الاب. وقال سكوكروفت: "لا تهاجموا العراق" الآن، لأن ذلك "سيعرض للخطر الحملة الدولية ضد الارهاب التي باشرناها، بل سيدمرها"، وسيدخل البلبلة الى الشرق الاوسط. وينتمي سكوكروفت الى الجناح المعتدل من الحزب الجمهوري الذي اعتبر ان حرب الخليج عام 1991 كانت تهدف الى طرد العراقيين من الكويت، وليس الى إطاحة النظام العراقي. وزيني عسكري صريح النبرة، وأدلى أخيراً بتصريح في فلوريدا أثار الجدل في الولاياتالمتحدة. واعتبر في تصريح إلى صحيفة "تامبا تريبيون" أن الأولوية لمكافحة تنظيم "القاعدة"، معتبراً أن "أميركا ليست في حاجة إلى اعداء جدد" سيظهرون في العالم الاسلامي اذا هاجمت العراق. وأضاف: "من المثير للاهتمام في مطلق الاحوال ان يكون جميع الجنرالات من هذا الرأي" في حين ان "الآخرين الذين لم يطلقوا النار مرة تتملكهم الرغبة في خوض حرب". وذكر من وجوه معسكره سكوكروفت وشوارزكوف، وكذلك وزير الخارجية كولن باول، الرئيس السابق لهيئة اركان الجيوش الاميركية، الذي يتجنب التحدث عن القضية العراقية، وهو شديد التحفظ حيال عملية اميركية من طرف واحد. ويحتل زيني موقعاً مميزاً، خصوصاً أنه الموفد الخاص الاميركي الى الشرق الاوسط. غير ان الخبير العسكري مايكل فيكرز رأى أنه "ينبغي الا نبالغ في مدى الانقسامات" بين السياسيين المدنيين والعسكريين السابقين. وقال إن "تصريحات زيني غير اعتيادية لأنه يضطلع بمهام غير رسمية في الادارة، وطالما عارض اطاحة صدام حسين بالقوة، وهو يراهن على سياسة احتواء". كذلك تحدثت الصحف الاميركية خلال الأشهر الماضية عن ابداء المسؤولين العسكريين في البنتاغون معارضة اللجوء الى القوة من طرف واحد إذا لزم الأمر، ان لم يساهم الحلفاء العرب والأوروبيون في الحملة مثلما حصل في حرب الخليج. غير ان فيكرز يعتقد ان القادة العسكريين سيمتثلون لقرار البيت الابيض، أياً كان. وقال ان "الجدل في نظرهم يكمن في معرفة كيف يمكن شن الحرب ومتى، والتأكد من الوصول الى القواعد" حول العراق. وإذا كان بوش أفاد أنه يتريث ولم يتخذ قراراً بعد، فإن نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد يدعون الى شن الحرب، معتبرين انه ينبغي وقف صدام قبل ان يمتلك السلاح النووي. ويؤكد رامسفيلد ان المهم هو "اتخاذ القرار الصائب" وليس السعي الى الاجماع بين حلفاء سيتبعون في مطلق الاحوال القرار الاميركي.