تعود خطوات عُلا رامي الأولى في مشوارها مع الفن إلى ما يزيد على الخمسة عشر عاماً حين أدّت دور ماغي في مسلسل "رأفت الهجان" مع محمود عبد العزيز. ثم شاركت في بطولة عدد من الأفلام منها "كتيبة الإعدام" مع نور الشريف و"البدرون" والفيلمان من إخراج عاطف الطيب، و"صاحب الإدارة بواب العمارة" و"حنفي الأبهة" مع عادل إمام و"أرض الأحلام" مع فاتن حمامة من إخراج داود عبد السيد. كما شاركت في بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية أبرزها "النوارس والصقور" و"علي عليوة" و"يوميات ونيس" و"بريق في السحاب" و"السيرة الهلالية" وغيرها، إلى جانب عدد من المسرحيات. عن أعمالها وجديدها وأشياء أخرى حاورتها "الحياة". جمهورك يسأل: أين أنت هذه الأيّام؟! - ولماذا السؤال؟ أنا موجودة، ولي العديد من الأعمال التي أنتظر عرضها... منها مسلسل "البرنسيسة" مع عمر الحريري ومحمد وفيق وهادي الجيار وميمي جمال. وأجسّد في هذا المسلسل الذي ألّفه أحمد أنور وإخرجه ابراهيم الشنقيري، شخصية فتاة تدرس في كلية الحقوق... وعقب مقتل والدها اللواء في الشرطة تعمل في الإدارة الخاصة به وتتنكر في شخصيات عدة حتى تعرف القاتل. وأصور حالياً دوري في مسلسل "سيف الدولة الحمداني". ماذا عن دورك في هذا المسلسل؟ - أجسد في العمل الذي كتبه قبل خمسة أعوام عبد السلام أمين، ويشاركني بطولته أحمد عبد العزيز وسميحة أيوب وأحمد خليل وهادي الجيار وميرنا وليد وصلاح رشوان، ويخرجه ممدوح مراد، شخصة سهيلة الجارية الرومية التي تبقى أسيرة في قصر الحمداني وتتلقّن تعاليم الإسلام وتعلن إسلامها وتحفظ القرآن ويقوم عم سيف الدولة بالزواج منها وينجب منها أبو فراس الحمداني. اجتهادات ذاتية كيف كان استعدادك للعمل؟ وهل وجدت صعوبة في اللغة العربية الفصحى؟ - قمت بالاستعداد له من خلال اجتهاداتي الذاتية، وأنا لست غريبة على اللغة العربية، إذ سبق لي التمثيل في أكثر من عمل بالفصحى. والأمر نفسه ينطبق على الدور الذي أعمل عليه حالياً، في مسلسل "صفحات من الزمن"، أمام أشرف عبد الغفور وهالة فاخر وناصر سيف ومحمد خيري. هذا المسلسل من اخراج سعيد عبد الله، وتدور أحداثه خلال العصر الأندلسي. نلاحظ أن مشاريعك الفنيّة قلّت بعد زواجك منذ عامين... - ليس هناك أيّ تفسير منطقي لذلك. هذه أمور تحدث في مسيرة ممثّلة في بعض الأحيان. لا علاقة للأمر بزواجي، ولا أجد أسباباً خاصة. كل ما في الأمر أنني أتروّى في اختيار الأعمال التي تعرض عليّ، ولا أريد وضع نفسي في مكان لا يليق بي وبفنّي... كما يهمّني أن أتفادى الظهور في شخصيات وأدوار قدمتها قبلاً. أين أنت من السينما؟ - ليس لي مكان فيها حالياً... لو نظرت إلى "الهوجة" السينمائية الراهنة، فلن تجد وجهاً قديماً. الفنانات الرائجات اليوم عمرهن الفني لا يتجاوز العام أو العامين... أصبح النجم الشاب هو الذي يحدد من يعمل معه. لم يعد المنتج أو المخرج هو الذي يحدد نوعية الأدوار، ومن يصلح لتجسيدها... ضد الابتذال هل ينطبق ذلك على المسرح أيضاً؟ - قدمت أعمالاً كثيرة في مسرح الدولة وأرفض العروض الكثيرة التي تصلني من مسرح القطاع الخاص لأنها لا تناسبني. أنا ضد الابتذال في الفن بشكل عام... وأرفض حتى القبلة. إذا كان المخرج يريدني لموهبتي وامكاناتي، فلماذا اللجوء إلى عناصر خارجيّة رخيصة؟ عملت بكثافة في الإعلانات خلال فترة معيّنة. هل يضر الإعلان بالفنان؟ - الإعلان عُرض عليّ مثل الفيلم، أو المسرحية، أو المسلسل. وركّزت قبل القبول على المنتوج وجودته، وسألت إلى أي مدى سيدفعني وأدفعه إلى الأمام، فلا بد من أن أكون ضامنة لنجاحه، حتى لا أضع صورتي على منتج فيتركني الجمهور بسببه... وأشعر بأن الإعلان يضيف إلى الفنّان عندما يقوم بأداء جيد، وينفّذ بفكرة جيدة، إلى جانب الانتشار والشهرة والحب والمال... وفي المقابل من الممكن أن يكون انعكاسه سلبياً على النجم إذا قُدم بشكل سيء. أي أدوارك تعتزين به؟ - الكثير منها. أقربها "بريق في السحاب" و"يوميات ونيس" و"بنات سعاد هانم" و"السيرة الهلالية" الذي يمثل وقفة مهمة في تنويع أدواري وتلوينها... إذ جسدت شخصية "سُعدى" ابنة الزناتي خليفة ملك تونس الذي لم ينجب أولاداً، وقد قام بتربيتها على أنها ولد وأهلها لتولي العرش، فعاشت حياتها متعجرفة ومتسلطة. هل حصرتك ملامحك في نوعية أدوار معينة؟ - اعتقد أن هذه المسألة لا تؤثر كثيراً والدليل أن المخرج مجدي أبو عميرة والمؤلف يسري الجندي أصرا على اسناد دور قائد جيوش إليّ في الجزء الثاني من "السيرة الهلالية"، على رغم ملامحي الهادئة والضعيفة. طريق إلى الفضيلة لماذا لم يحدث تعاون فني بينك وبين شقيقتك سحر رامي إلى الآن؟ - لن يصلح أن نعمل معاً إلا في دوري شقيقتين، لأننا لو ظهرنا في عمل واحد كصديقتين أو زميلتين مثلاً، فالجمهور لن يصدق هذا. ومع ذلك كان من المفترض أن يجمعنا فيلم سينمائي يتولى إخراجه على بدرخان، عنوانه "أخناتون" وكنا سنجسد شخصيتي فتاتين "توأمين" وهما ابنتا "نفرتيتي". هل ندمت على شيء خلال مشوارك الفني؟ - اشياء بسيطة تقوي ولا تضعف. هناك أعمال فنية كنت أتأثر أثناء تصويرها بالجو المحيط، وأحس بأن شكلي سيء... واكتسبت بعدها خبرة، علّمتني التجربة ألا أعمل مع مخرج لا أحبّه. إلى أي مدى أفادتك دراسة الباليه؟ - أفادتني في أن أكون خفيفة الحركة، والتمثيل كله حركة ورشاقة. هل يمكن أن تعتزلي الفن يوماً؟ - لا، حتى لو تدينت وتبحرت في الأمور الدينية، فالفن من وجهة نظري ليس له أي علاقة بما يقحمونه به هذه الأيّام. إنّّه طريق إلى الفضيلة وسموّ النفس. لن أفكّر يوماً بالاعتزال أو الابتعاد. ما جديدك؟ - انتهيت أخيراً من تصوير مسلسل "همام وبنت السلطان" من تأليف السيد حافظ وبطولتي مع هالة فاخر ووجدي العربي وحنان سليمان وغسان مطر... وهو من إخراج أحمد مجدي، وأجسد فيه شخصية "سنابل" التي تتزوج رجلا فقيرا وتدفعه إلى العمل وكسب رزقه فيتمكن من استعادة قوته ويحبه الناس حباً كبيراً.