تعيش ميرنا وليد حالاً من النشاط الفني المكثف إذ انتهت قبل ايام من تجسيد دورين كبيرين احدهما لفتاة فرنسية والآخر لفتاة مصرية تعمل راقصة في الموالد في مسلسل "قاسم امين" من تأليف محمد السيد عيد واخراج إنعام محمد علي. كما بدأت تصوير دورها في مسلسل "سيف الدولة الحمداني" من تأليف عبد السلام أمين واخراج ممدوح مراد، في محاولة لتعويض ما فاتها اثناء دراستها الاخراج في المعهد العالي للسينما. "الحياة" التقتها حول أدوارها الاخيرة وابتعادها عن السينما وتركيزها على التلفزيون على رغم أن بدايتها الفنية كانت في فيلم "الراعي والنساء" و"ديسكو... ديسكو". ماذا عن دورك في مسلسل "قاسم أمين"؟ - جسدت في هذا المسلسل الذي يشاركني بطولته كمال ابو رية واحمد خليل ونادية رشاد وماجدة الخطيب وسعيد عبد الغني وجمال عبد الناصر ومنال سلامة وعزة بهاء ونورهان وتأليف محمد السيد عيد واخراج إنعام محمد علي، شخصيتين الاولى سلافا الفتاة الفرنسية التي احبها قاسم أمين طوال السنوات الأربع التي قضاها في جامعة مونبلييه وشخصية وسيلة الغازية التي التقاها في أحد الموالد ووجدها تشبه سلافا كثيراً فأحبها. وثمة اختلافات كبيرة بين الشخصيتين فسلافا فتاة رقيقة وناعمة وراقية في كل تصرفاتها، أما وسيلة فبلدية في ملابسها ولهجتها وتصرفاتها وأسلوبها في الحياة عموماً. اختبار صعب ما الصعوبات التي واجهتك في تجسيد شخصيتين في مسلسل واحد؟ - ألا أخلط بين الشخصيتين وأحافظ على قوام كل شخصية على حدة بالصورة المرسومة في ذهني، وحرصت على ان أظهر في كل شخصية وكأن ممثلتين مختلفتين في كل شيء تجسدانهما وأشعر بأن هذا الاحساس لو وصل الى المتفرج فساعتها سأكون اجتزت الاختبار الصعب الذي استمر طوال عامين بكل ما فيهما من عناء ومشقة. ماذا عن دورك في مسلسل "سيف الدولة الحمداني"؟ - أؤدي في العمل الذي كتبه الراحل عبد السلام أمين ويشاركني بطولته أحمد عبد العزيز وسميحة ايوب واحمد خليل والسيد راضي وهادي الجيار وسوسن بدر وعلا رامي وعبد الله محمود وايمان ايوب واخراج ممدوح مراد، شخصية زينب حبيبة سىف الدولة التي يرمز بها الى العروبة حالياً وذلك من خلال الاحداث التي تتعرض لها إذ تغتصب وتحاصر وتستنجد ببقية العرب. ما شعورك وأنت تمثلين للمرة الاولى باللغة العربية؟ - مرعوبة، وإن كنت شخصياً أحب اللغة العربية ولم أفكر يوماً في التمثيل بها. ولكن كان حلم كبير يراودني بتقديم مسلسل من تأليف عبد السلام أمين قبل رحيله، وكانت مفاجأة لي ان عرض علي عملاً ألفه قبل وفاته بثلاثة أعوام ووجدت دوري رائعاً، ويُعبر عن قضية تؤكد أننا كعرب مستهدفون منذ آلاف السنين، وتتكرر الظروف نفسها من حين الى آخر وعندما التقيت المخرج وجدته إنساناً رائعاً. كيف كان استعدادك لأداء الشخصية؟ - طلبت من القائمين على المسلسل ألاّ أبدأ تصوير دوري إلا عقب انتهائي من تصوير دوري في "قاسم أمين" وهو ما كان بالفعل ثم بدأت في رسم شكل الشخصية من خلال مكياجها واكسسواراتها وألوان ملابسها التي تتناسب والبيئة الصحراوية ثم وهي تعيش في القصر. ألا تخشين من عرض مسلسل "قاسم أمين" و"سيف الدولة الحمداني" في وقت واحد خلال شهر رمضان المقبل؟ - لا أنكر أنني فكرت في هذه المسألة وتخوفت كثيراً منها، لكنني قلت في نفسي ربما لا يلحق "سيف الدولة" العرض في رمضان فأكون ضيعت دوراً كبيراً مثل هذا من يدي، ثم بعد قراءتي للدور وجدت المغريات للقبول أكبر بكثير من أن أخاف من عرض العملين معاً في رمضان ووجدت اختلافاً كبيراً ليس فيه أدنى تشابه بين الادوار الثلاثة: زينب وسلافا ووسيلة في العملين. الفن لا يقبل الشراكة ماذا تقولين عن وجوه كثيرة أتت بعدك وسبقتك؟ - هذه المسألة حقيقية. وكانت نتيجة اختياري من البداية، إذ أنني لم استغل الفرص التي أتيحت لي في الوقت الذي استغلها الآخرون. لقد تركت فرصاً كثيرة تهرب منّي وعندما كانت الصحف والمجلات تتحدث عني وعن جوائزي في فيلم "الراعي والنساء" أمام سعاد حسني واحمد زكي ويسرا واخراج علي بدرخان، و"ديسكو.. ديسكو" أمام نجلاء فتحي ومحمود حميدة واخراج ايناس الدغيدي، اعطيت ظهري لكل هذا والتحقت بالمعهد العالي للسينما لدراسة الاخراج وبالتالي لم أعطِ للفن وقتاً وتركيزاً وجهداً كما يجب، ومعروف أن الفن لا يقبل الشراكة بسهولة. لماذا درست الاخراج ولم تدرسي التمثيل وهل تفكرين في ممارسة الاخراج؟ - دفعني فضولي للحصول على شهادة في مجال بعيد عن التمثيل، ولا أنكر أن دراسة الاخراج أفادتني كثيراً إذ أنني الآن عندما أدخل الى البلاتوه لتصوير عمل ما أكون ملمة بكل شيء من تصوير وزوايا كاميرا وحركة وتعبيرات وديكور واضاءة وغيرها، وكل هذا زادني خبرة بدليل أن كثيراً من الجمهور اعتبروا أنني نضجت كثيراً في طريقة أدائي بعد دوري في مسلسل "أم كلثوم"، وأنا أفكر في ممارسة الاخراج ولكن ليس الآن على الأقل. ويكفي أن سنوات الدراسة أخذت مني كممثلة فرصاً عدة وأخرتني كثيراً عن زميلاتي وأنا في حاجة لفترة أتفرغ خلالها للتمثيل لأعوض ما فاتني، ولو اتجهت الى الاخراج فسأكون اعتزلت التمثيل وهو ما لا أريده. في مناسبة ذكر الاعتزال هل يمكن أن تتخلي عن الفن؟ - الاعتزال خطوة ليست صعبة، شرط أن يكون بناء لإرادتي. وحين اعتزل سيكون هذا الأمر نتيجة رغبتي الخالصة وليس تحت أي ضغط. على رغم أن بدايتك كانت سينمائية إلا أنك بعيدة تماماً عنها ما السبب؟ - السينما تعتمد منذ أكثر من خمسة أعوام والى الان على الأدوار الرجالية في حين أن الادوار النسائية صغيرة جداً. لا استطيع تقديم هذه الأدوار لأن بدايتي السينمائية القوية جداً فرضت علي ألا أقدم ثلاثة أو أربعة مشاهد في فيلم، والمخرجون يعرفون أنني لست وجهاً جديداً لأشارك في هذه المشاهد، وعُرضت علي خلال الفترة الأخيرة أفلامٌ كثيرة ورفضتها لأن ما يهمني تقديم دور ولو كان صغيراً في فيلم كبير على أن العب بطولة فيلم صغير، وأنا اخترت الطريق الصعب ولا أريد تقديم أي شيء، أو أن يحوي سجلي افلاماً أو أعمالاً تافهة.