نفت روسيا قيام طائراتها بالإغارة على جورجيا التي رفضت قيادتها أي تدخّل عسكري روسي لملاحقة الشيشانيين في وادي بانكيسي، فيما تستعد القوات الروسية لمواجهة هجوم يتوقع ان يشنّه الشيشانيون اليوم الثلثاء على مدينة غوليرميس. وذكرت البيانات الرسمية الجورجية ان طائرات "سوخوي 25" عبرت الحدود وقصفت مواقع تقع على عمق كيلومترين وتمّ العثور على ثلاث قنابل لجهة روسية لم تنفجر. ونفت موسكو عبور طائراتها الحدود، كما أعلن ناطق باسم هيئة الأركان العامة ان القوات الروسية لا تنوي القيام بعمليات عسكرية لمطاردة الشيشانيين في وادي بانكيسي الذي يقول الروس انه يستخدم كقاعدة لمسلحين يعبرون الحدود ويشتبكون مع الوحدات الروسية. وفي اجتماع مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، قال الرئيس فلاديمير بوتين ان من وصفهم ب"رجال العصابات" الذين اشتبكوا مع القوات الروسية قتلوا، وان عدداً منهم فرّ عائداً الى الأراضي الجورجية حيث تمّ اعتقال سبعة منهم. واعتبر احتجازهم "مؤشراً ان القيادة الجورجية بدأت تفكر ... في مكافحة الارهاب". وطلب "تسليم هؤلاء الى موسكو". وقال انه سيحكم على جدّية النوايا الجورجية من مدى سرعة نقلهم الى سجن في موسكو". ومن جانبه، ذكر الرئيس الجورجي ادوارد شيفارنادزه ان على روسيا تقديم وثائق تبرهن تورّط المحتجزين في جرائم. وقال انه في هذه الحال يمكن تسليمهم. إلا انه شدد على ان تبليسي لا تنوي القيام بأي عملية عسكرية واسعة النطاق في وادي بانكيسي وسوف يقتصر تحرّكها على اجراءات أمنية. واستبعد ان تحصل روسيا على تفويض من مجلس الأمن يخولها ملاحقة الشيشانيين داخل الأراضي الجورجية. ومعروف ان لتبليسي علاقات تحالف وثيقة مع الولاياتالمتحدة التي كانت حذرت روسيا من انتهاك حرمة الأراضي الجورجية. وبدأت القيادة العسكرية الروسية تشديد الاجراءات على الحدود، داخل الجمهورية الشيشانية، خوفاً من عمليات واسعة يمكن ان تنفذ اليوم الثلثاء لمناسبة الذكرى السادسة ل"تحرير غروزني"، في عملية قادها آنذاك الرئيس الحالي اصلان سخادوف. وأرغمت العملية موسكو في حينها على الشروع في مفاوضات سلمية انتهت بعقد معاهدة خساديورث التي أوقفت الحرب الشيشانية الأولى. ونقلت وكالة الأنباء العسكرية عن مصادر في مقر القيادة الروسية ان هناك معلومات عن استعداد مجموعة تضم 200 مسلح بقيادة رئيس اللجنة العسكرية للمقاومة الشيشانية شامل باسايف، للاستيلاء اليوم على غوديريس وهي ثاني أكبر المدن الشيشانية. ولكن المراقبين لاحظوا ان الشيشانيين لم يكونوا في الماضي ينظمون عملياتهم في "مناسبات".