حمّل وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف السلطات الجورجية المسؤولية عن "عدوان" قال ان بلاده تتعرض اليه. وأكد مسؤولون روس ان لموسكو "الحق الكامل" في القيام بعمل عسكري ضد جورجيا التي أعلنت من جانبها انها ستسقط اي طائرة تحلّق في اجوائها. تصاعدت حدة الاتهامات الروسية - الجورجية امس، ودخل الرئيس فلاديمير بوتين على الخط مباشرة. واستقبل قائد قوات الحدود قسطنطين توتسكي الذي ابلغه ان الشيشانيين الذين يديرون منذ خمسة ايام معارك ضد القوات الروسية كانوا عبروا حدود جورجيا بعلم من سلطات الأخيرة. وأشارت موسكو الى ان راعياً جورجياً أبلغ الروس بتحركات "مشبوهة" وقال انه كان أبلغ سلطات بلاده لكنها تجاهلت الموضوع. وتعليقاً على ذلك قال بوتين ان "الشعب في جورجيا يتخذ موقفاً افضل من السلطات". وأكد الوزير ايفانوف عبور من وصفهم ب"الارهابيين الدوليين" الحدود الجورجية يشكل "عدواناً" على روسيا. وقال انه أبلغ نظيره الاميركي كولن باول ما يحصل على الحدود "لا يختلف بشيء عما يجري في كشمير"، وذلك في اشارة واضحة الى ان على واشنطن اتخاذ موقف صارم من تبليسي الحليفة لها شبيه بموقفها من اسلام آباد. وفي دعوة صريحة الى انزال عقوبات دولية قال ايفانوف: "ان القيادة الجورجية اذا عجزت عن حل المشكلة فمن الضروري ان يتدخل المجتمع الدولي". وأثار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما النواب ديمتري روغوزين الى ان لروسيا "كامل الحق في تنفيذ عمليات ... للقضاء على قواعد العصابات خارج الحدود الروسية". ويرى المراقبون ان موسكو التي كانت اكدت "غضبها" مما وصفته تغاضي الجورجيين عن عبور مسلحين شيشانيين الحدود، قد تصعد الموقف وتتدخل عسكرياً. ومن المثير ان صحيفة رصينة هي "يتزاتيسايماياغازيتا صدرت تحت عنوان عريض هو "بدأت الحرب الروسية - الجورجية"، ونشرت مطبوعات اخرى مقالات مماثلة. ومن جانبها اعلنت تبليسي انها غير متورطة في دعم الشيشانيين. واتهمت موسكو بشن غارات على اراضيها واعلنت نيتها التصدي لها واسقاط الطائرات المغيرة. ونفى وزير الأمن الجورجي فاليري خابوردزانيا ان يكون الشيشانيون عبروا الحدود ولكنه اعترف بوجود "تشكيلات مسلحة جوالة" في منطقة الحدود وذلك في اقرار بأن تبليسي لا تسيطر على الوضع هناك. ميدانياً، اكد ايليا شابالكين الناطق باسم القوات الروسية ان المعارك في قطاع ايتوم قلعة الحدودي استمرت. وقال ان خسائر الشيشانيين بلغت 30 قتيلاً مقابل ثمانية جنود روس. وتوقع الناطق الروسي قيام مجموعة من 200 مقاتل بمحاولة لعبور الحدود في منطقة مجاورة. وأكد ان استعدادات تجرى للتصدي لها. واعترف باستخدام "قذائف خاصة" لم يكشف طبيعتها في معارك الايام الماضية التي قال ان القوات الروسية استخدمت خلالها الطيران والراجمات والقصف الصاروخي والمدفعي. ولكن موقع "صوت القوقاز" الشيشاني ذكر ان المسلحين الذين اشتبكوا مع قوات الحدود في ايتوم قلعة انسحبوا بعد ان أوقعوا خسائر فادحة بالخصم. وأورد الموقع اسماء ضباط روس كبار قال انهم كانوا بين زهاء 40 قتيلاً من الجانب الروسي. وفي حال عبور مفارز شيشانية اخرى الحدود الجنوبية يرى المراقبون ان روسيا قد تنفذ فعلاً تهديدها وتقوم بعمليات انتقامية أو "احترازية" في الاراضي الجورجية ما يعني تصعيداً خطيراً في القوقاز كلها اضافة الى توتر العلاقات مع واشنطن المساندة لتبليسي. ويعتقد محللون ان السلطات الجورجية قد تواجه اوضاعاً صعبة في علاقاتها مع جمهوريتي ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين اعلنتا من جانب واحد استقلالهما عن جورجيا. وفي تحد لسيادة تبليسي اعلن امس الرئيس الاوسيتي ادوارد كوكوبتا انه أمر ب"اسقاط كل طائرة تعبر الاجواء من جورجيا" وذلك في تكريس واضح للانفصال الكامل.