الناصرة - "الحياة" حملت تعليقات وسائل الاعلام العبرية على سلسلة العمليات والضربات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية اول من امس اشارات اعتراف بالغ الدلالة على عجز حكومة ارييل شارون عن تحقيق الامن الذي وعد به الاسرائيليون فيما توقع عدد من ابرز الصحافيين ان تؤدي العمليات الفلسطينية الى اسقاط الحكومة واطاحة شارون عن زعامة "ليكود" لمصلحة سلفه بنيامين نتانياهو. وطالب رئيس تحرير صحيفة "معاريف" اليمينية امنون دانكنر الذي سبق وشد في مناسبات عدة على يدي شارون لاحكام بطشه بالفلسطينيين، رئيس الحكومة بتقديم الجواب للاسرائيليين حول سبل مواجهة وتيرة العمليات الانتحارية وشعورهم بفقدان الامن والامان. وكتب يقول ان شارون نثر وعوداً بدون رصيد بجلب الامن والسلام، لكنه اخلف، لافتاً الى ان عدد القتلى الاسرائيليين منذ اندلاع الانتفاضة تجاوز 600، معيداً الى الذاكرة ان رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغن اعتكف في منزله عام 1983 حين تجاوز عدد القتلى الاسرائيليين في الحرب على لبنان ال600 مستدركاً انه لا يدعو شارون الى الاعتكاف "انما ليقيم على الاقل السياج الامني ويبقي المخربين وراءه". وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" في افتتاحيتها تقول ان الجمهور الاسرائيلي لا ينتظر "الدواء المسكن" انما يريد رؤية قيادة قادرة على تحمل مسؤولية مصير ذلك الجمهور "قيادة تقول، في هذا اليوم الكئيب، كيف الخروج من نظام الموت الذي يحكم حياتنا". وافتتح مقدمو البرامج الاخبارية في الاذاعة والتلفزيون حديثهم بطرح السؤال الابدي "ما العمل" وقدموا بأنفسهم الرد عليه بالقول ان لا احد من اقطاب الدولة العبرية قادر حقاً على تقديم الجواب. وتهكم المراسل السياسي لاذاعة الجيش على "مداولات الحكومة والاجهزة الامنية حول الرد على عمليات يوم الاحد" وقال ان اسرائيل جربت كل شيء في حربها على الفلسطينيين ولم يعد لدى احد في اسرائيل اي اقتراح جدي لم يتم اختباره. وكتب المعلق البارز في "يديعوت احرونوت" ناحوم بريناع ان "الارهاب المتعاظم والاقتصاد المنهار" اخذا يلقيان بظلالهما على آمال بقاء شارون في الحكم حتى اواخر العام المقبل، موعد الانتخابات البرلمانية لافتاً الى تراجع شعبيته في اوساط الاسرائيليين لمصلحة نتانياهو، اضاف ان الاسرائيليين لا يفضلون نتانياهو على شارون بكثير انما لان هذه طريقتهم في التعبير عن شعورهم وقلقهم من غياب اي افق او رؤية او مستقبل، لا في المجال السياسي ولا في الاقتصادي. ورأى المعلق السياسي في "معاريف" بن كسبيت ان الاسرائيليين قرروا في ما يبدو، ان يضعوا حداً لاحتفال رئيس الحكومة بنتائج استطلاع الرأي السابقة وانهم باتوا ناضجين ليدلوه على الطريق المؤدية الى بيته ومزرعته في النقب وزاد ان مئات الآلاف من الاسرائيليين يتوقون الى ظهور بديل حقيقي يعلقون عليه الآمال. واتفق المعلق العسكري في "يديعوت احرونوت" اليكس فيشتمان مع زملائه في تحميل شارون وليس الفلسطينيين وحدهم، مسؤولية تردي الاوضاع الامنية" وان العمليات "تتغذى من حقيقة غياب اي تقدم على العملية السياسية فكل شيء عالق". واشبع المعلق مقاله بالتحريض على فلسطينيي 1948 على خلفية اشتباه الشرطة بقيام احدهم بتقديم المساعدة لمنفذ الهجوم على حافلة الركاب ورأى ان على اسرائيل معالجة "العدو في جوفها" زاعماً ان قرى الجليل، وليس فقط وادي عارة اضحت قواعد "لمتعاونين مع انتحاريين فلسطينيين" مضيفاً انه حان الاوان لتقول اسرائيل بأعلى صوتها ان "ثمة مشكلة في بيتها آخذة في التفاقم ينبغي معالجتها"!