بغداد - "الحياة"، اف ب - اعتبرت بغداد امس ان دعوتها كبير مفتشي الاممالمتحدة لنزع السلاح هانس بليكس لزيارتها تمثل "مرونة عالية" في تعاملها مع المنظمة الدولية تهدف الى تجنيب العراق "مخاطر عدوان اميركي جديد" وصرح مسؤول عراقي ان دعوة بليكس تمثل "مرونة عالية للتعامل مع انموفيك التي شكلت بموجب القرار 1284 والاتفاق على الاسس والقواعد التي يمكن ان تعمل بها هذه اللجنة في حال السماح لها بالعودة الى العراق". واضاف المسؤول ان "موافقة العراق جاءت في التوقيت المناسب وعبرت عن مسؤولية عالية لتجنيب شعب العراق وأمن المنطقة مخاطر عدوان اميركي جديد". من جانبه قال رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان سالم الكبيسي ان "المبادرة العراقية عبرت عن المرونة العالية وفي سياق السياسة العراقية الثابتة التي تؤكد استمرار الحوار مع الاممالمتحدة". واضاف الكبيسي ان رسالة وزير الخارجية ناجي صبري الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان "عبرت عن روح ايجابية لمناقشة كل القضايا العالقة بين الجانبين". واكد ان "العراق لم يغلق الباب امام الحوار بل على العكس كنا حريصين دائما على انجاح هذا الحوار ولكن التدخل الاميركي السافر كعادته ادى الى عدم التوصل الى نتائج ايجابية حتى الان". وطالب الكبيسي الاممالمتحدة ان "تقابل المبادرة العراقية بالايجابية نفسها التي تقدم بها العراق، وان يرد مجلس الامن على اسئلة العراق ويلبي رئيس انموفيك هانز بليكس الدعوة العراقية". وفي الاطار نفسه، قالت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين ان "العراق يتجه الى غلق اهم ملفين من ملفات حرب الخليج هما ملف اسلحة الدمار الشامل وملف الحالة مع الكويت، وطالما تمنت الادارة الاميركية ان تبقى هذه الملفات مفتوحة بغرض استغلالها، لكن العراق بسعيه لغلقها يكون قد سحب البساط من تحت اقدام الاميركيين والبريطانيين، ولقنهم درسا في التحضر وروح المسؤولية". واضافت الصحيفة "ان دعوة العراق رئيس لجنة التفتيش الى بغداد اكدت حرصه وعقلانيته وصواب توجهاته السليمة في تعامله مع الاممالمتحدة، في ذات الوقت الذي اثبتت فيه للاميركيين وغيرهم اننا لا نخشى من لجان التفتيش لاننا لا نملك اسلحة الدمار الشامل ولا نهدد اي طرف، وان توقيت رسالة وزير الخارجية بهذا الخصوص وما تضمنته من نهج صائب جاءت في وقت محسوب لتفتح آفاقا واسعة لغلق تلك الملفات". واكدت ان "الادارة الاميركية تتوهم كثيرا ان ما حدث في كانون الثاني يناير 1991 وما تبعه يمكن ان يجد طريقه الينا مرة اخرى، ويخطئون اكثر ان فكروا ولو للحظة ان العراق يمكن ان يكون صورة مستنسخة لما فعلوه في افغانستان او غيرها، فمثلما لهم حساباتهم وقدراتهم التي يتبجحون بها، لنا حساباتنا وتدبيرنا الاكثر دقة". من جهة ثانية، عقد الرئيس صدام حسين مساء الجمعة اجتماعا ضم عددا من كبار مساعديه هو الثاني من نوعه خلال اسبوع، وحضره نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم ونائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز وعضو مجلس قيادة الثورة علي حسن المجيد ورئيس المجلس الوطني سعدون حمادي. وكان الرئيس حسين التقى قبل ايام رئيس منظمة الطاقة الذرية العراقية الدكتور فاضل مسلم الجنابي وعددا من مهندسي وخبراء الطاقة الذرية، كما التقى في اجتماع منفصل قائد القوة الجوية الفريق الطيار الركن حامد رجا شلاح الى جانب مجموعة من الباحثين وضباط سلاح الجو. وعلى رغم انه لم يرشح شيء عما دار في هذه الاجتماعات الا انها تكتسب اهميتها من كونها تجيء وسط حالة الاستعداد والتعبئة لمواجهة احتمال شن الولاياتالمتحدة هجوما عسكريا محتملا على العراق.