بغداد - أ ف ب - طالبت اسبوعية "الاقتصادي" العراقية مجلس الامن أمس ب"فتح تحقيق دولي نزيه ومحايد في سلوك الموظفين الدوليين الكبار وغيرهم، ومعرفة طريقة تعيينهم خارج الاصول المتبعة". وجاءت مطالبة الصحيفة "في اعقاب التصرفات التي قام بها رئيس لجنة المراقبة والتحقق من ازالة الاسلحة العراقية انموفيك هانز بليكس، خلال جولة الحوار الأخيرة مع الأممالمتحدة والتي وتسببت في عدم التوصل الى نتائج ايجابية". وكان وزير الخارجية ناجي صبري حمّل بليكس مسؤولية عدم تحقيق نتائج خلال الجولة الثالثة من الحوار بين العراق والمنظمة الدولية في فيينا نهاية الاسبوع الماضي، مشيراً إلى "تعرضه لضغوط اميركية". وأضافت الصحيفة ان "تصرفات بليكس جاءت بعد التهديدات التي اطلقتها واشنطن ضد رئيس اللجنة والمسؤول البارز في الوفد الدولي الذي رأسه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في حوار العاصمة النمسوية". وتساءلت عن "الأسرار الموجودة في ملف بليكس" التي جعلته "يبلع الاهانة الأميركية ويشدد موقفه ازاء العراق في اطار الحوار، فنفذ وصايا اميركا التي هددته بفتح ملفه الشخصي إن لم يفعل ذلك". وتابعت الصحيفة: "ماذا يضم ملف بليكس من أمور بحيث جعلت صاحب الملف يصم اذنيه ازاء طروحات وفد العراق في حوار فيينا، ويتحدث بطريقة مختلفة عن طريقته في الحوارات السابقة"؟ وطالبت مجلس الأمن باستيضاح الأمر من الولاياتالمتحدة أو دعوة بليكس إلى المجلس ليجيب عن أسئلة من لديه من اعضاء حول ما يحوي ملفه الشخصي من قضايا، بحيث دفعت واشنطن الى رفعها من دون كشف مضامينها في وجه المسؤول الدولي. وخلصت إلى أن "اجراء من هذا النوع لا يفرضه القانون الدولي فحسب، بل يمكن ان يؤدي إذا جاء سريعاً، صادقاً وأميناً إلى ازالة القلق والشكوى من نفوس شعوب العالم التي عانت ولا تزال من سلوك العديد من المسؤولين الدوليين الذين خانوا واجباتهم، وتحولوا موظفين لدى الدوائر الاميركية والصهيونية". إلى ذلك، أكد رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان العراقي سالم الكبيسي مجدداً أن المجلس سيعقد جلسة طارئة الاثنين المقبل للرد على التهديدات الاميركية المتواصلة ضد العراق، ومواقف اعضاء الكونغرس. وقال إن "ممثلي الشعب العراقي سيناقشون في الجلسة التهديدات الاميركية المتواصلة والتصريحات التي صدرت عن بعض رموز الكونغرس وتأييدهم ما يسمى خطة بوش للعدوان على العراق". وأعرب عن "الأسف لصدور مثل هذه المواقف عن السلطة التشريعية الاميركية". وزاد: "كنا نأمل بأن تكون هذه الرموز في الكونغرس أقرب الى عالم يسوده الأمن والاستقرار واحترام مبادئ القانون الدولي". وحيا مواقف أعضاء الكونغرس الذين رفضوا "التوجه العدواني"، قائلاً: "نبارك جهود بعض الاعضاء الذين اتسموا بالعدل والانصاف واحترام حقوق الانسان". وأعرب عن أمله بتحلي أعضاء الكونغرس ب"العقلانية". يذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت الجمعة الماضي تقريراً يفيد أن الجيش الاميركي أعد وثيقة تنص على شن هجوم مكثف على العراق، بمشاركة الجيوش الاميركية الثلاثة ومئات من الطائرات الحربية وحوالى 250 ألف جندي.