أكد وزير الخارجية التركي شكري سيناغوريل ان بلاده لم تتعهد لأحد عدم دخول شمال العراق عسكرياً في حال توجيه ضربة اميركية ضد بغداد. وقال غوريل: "لا لأميركا ولا لغيرها... نحن لم نعط ضمانات لأحد، ولا نناقش من سيدخل العراق ومن أين ومتى، نحن نسعى الى ان يحل الخلاف حول العراق سلمياً، من دون أي تدخل عسكري". جاءت تصريحات غوريل هذه رداً على اعلان الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني بأن أكراد العراق حصلوا على ضمانات اميركية بعدم تدخل الجيش التركي في شمال العراق، وذلك عشية وصوله الى أنقرة ليلتقي مسؤولين في الخارجية والجيش الاثنين المقبل. واشار الوزير غوريل في تصريحات الى صحيفة "راديكال" التركية الى المفاوضات التي أجراها مستشار وزارة الخارجية التركي أوغورزيال في واشنطن مع المسؤولين الأميركيين، فقال انها تركزت على الملفين العراقيوالقبرصي. وفي اجابته عن سؤال في شأن الطرح التركي القائل بدعم واشنطن في عملياتها في العراق مقابل دعم واشنطن للموقف التركي في قبرص، قال غوريل: "لا يمكننا القول بأننا نعرض شيئاً مقابل شيء آخر، لكن هذا الطرح صحيح ومقبول". وأضاف: "طالما ان تركيا حليف استراتيجي لواشنطن فإن على الإدارة الأميركية ان تستمع الى وجهات النظر التركية وتدعمها خصوصاً انها تتوقع مساعدة ودعماً من تركيا في قضايا أخرى". يذكر ان غوريل كان يشغل منصب وزير الدولة لشؤون قبرص خلال السنوات الأربع الماضية، ويعتبر من الصقور الذين يطالبون بإلحاق قبرص الشمالية بتركيا أو استقلالها. وكان رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد اتهم زعيمة المعارضة طانسو تشيلر بالسعي الى التفريط بقبرص و"بيعها" للاتحاد الأوروبي، مشيراً الى محاولاتها لإسقاط الحكومة وتولي رئاسة الوزراء معلنة انها تريد ان تتولى رئاسة الحكومة خلال العملية الأميركية المتوقعة ضد العراق. وقد فرض هذا السجال فكرة واضحة على الساحة السياسية التركية تقوم على تقديم الدعم المطلوب للقوات الأميركية خلال العملية في العراق استناداً الى ان نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفوفيتز كان اكد لأنقرة بأن واشنطن لن تتراجع عن اطاحة الرئيس العراقي، في مقابل انهاء الخلاف القبرصي في التوقيت ذاته، حسب وجهة النظر التركية، أو على الأقل بطريقة لا تضر بالمصالح التركية مع الاتحاد الأوروبي.