موسكو- "الحياة"، أ ب، أ ف ب - بدا مشروع التعاون الروسي - الإيراني لبناء خمسة مفاعلات نووية مهدداً أمس، بعد مفاوضات مطولة بين مسؤولين روس وأميركيين في موسكو انتهت بتلميح روسيا إلى إمكان تراجعها عن قرار المضي قدماً في بناء هذه المفاعلات. وبعد أقل من أسبوع على إعلان طهران خطة تنمية عشرية حتى عام 2012 تلحظ بناء أربعة مفاعلات نووية جديدة، اثنان منها في الأهواز، وآخران في مرفأ بوشهر الايراني على غرار المفاعل الذي تبنيه روسيا هناك منذ العام 1995، بدا أن وزير الطاقة الأميركي سبنسر ابراهام نجح في اقناع مضيفيه في العاصمة الروسية التي يزورها برفقة وفد كبير، بالتراجع عن دعم المشروع الايراني النووي الذي كان سيدر على موسكو سبعة بلايين دولار. وأبدت واشنطن واسرائيل معارضتهما بناء مفاعلات نووية في ايران، معتبرتين أنها تعزز قدرتها على انتاج أسلحة نووية. وكان وزير الطاقة الأميركي أكد أول من أمس في موسكو أن تعاونها النووي مع إيران يبقى مصدر "قلق بالغ" لدى إدارة الرئيس جورج بوش. وقال: "أثرنا الأمر على أعلى المستويات، ونجري محادثات حساسة حول هذه الأمر". وأمس اتهم طهران ب"السعي بوقاحة إلى الحصول على أسلحة نووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل". ويبدو أن الجهود الأميركية أثمرت، إذ أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر روميانتسيف الذي التقاه سبنسر مطولاً، يرافقه وزير الدولة المساعد جون بولتون، تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً عقده أمس لعرض نتائج المحادثات مع الوفد الأميركي. وبدلاً من المؤتمر الصحافي أصدرت وزارة الطاقة الروسية بياناً مقتضباً في ختام زيارة الوفد، شدد على أن برنامج التعاون النووي مع ايران ليس "مُنزلاً في الصخر"، وأنه "لا يتطرق الا بالكاد إلى الإمكانات التقنية القائمة". وزاد ان إنجاز البرنامج "مرتبط بمقدار كبير من العوامل بينها العوامل السياسية"، وهو تصريح مشروط يبعد تماماً عن التصريحات الروسية السابقة في هذا المجال، على مدى سنوات. ولفت البيان إلى أن الجانبين "بحثا في نيات روسيا توسيع تعاونها مع ايران، وأكد الوزير الروسي أن ليس هناك تعاون في المجال النووي باستثناء بناء محطة بوشهر". ويتوقع محللون أن يكون الموقف الجديد لموسكو مرتبطاً بصفقة عرضتها واشنطن لتعميق التعاون النفطي مع روسيا، في مقابل تخليها عن دعم مشاريع الطاقة النووية الايرانية.