دخلت ايرانوروسيا في "حرب ارادات ومصالح" مع الادارة الاميركية بعد توقيع طهرانوموسكو بروتوكولاً جديداً للتعاون النووي يقضي بتسريع العمل في انشاء مفاعل بوشهر النووي الذي تبلغ كلفة انشائه 800 مليون دولار، اضافة الى البحث في انشاء مفاعل آخر على رغم الانتقادات الأميركية العنيفة للتعاون النووي الروسي - الايراني. وجاء الاتفاق تتويجاً لمحادثات اجراها في طهران وزير الطاقة الذرية الروسي الكسندر روميانتسيف مع المسؤولين الايرانيين واختتمها بتوقيع البروتوكول مع رئيس مؤسسة الطاقة النووية الايرانية رضا آغا زاده وسط تأكيد الجانبين ان هذه المفاعلات مخصصة للاستخدام السلمي وتوليد الطاقة الكهربائية، وتسلحهما في مواجهة الضغوط الأميركية بموقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب العمل في المنشآت النووية الايرانية. وكان لافتاً ما اعلنه الرئيس محمد خاتمي أثناء زيارته الاخيرة لباكستان عن اتفاق مع موسكو يقضي بإعادة مخلفات اليورانيوم المخصب الى روسيا بعد استخدامها في تشغيل المفاعلات النووية الايرانية ومنها مفاعل بوشهر الذي سيصبح جاهزاً للعمل نهايه سنة 2003. ووصف المراقبون موقف خاتمي بأنه يأتي استكمالاً لسياسة "سحب الذرائع" من ايدي الادارة الاميركية ولاستيعاب ضغوطها والمضي في بناء المفاعلات النووية الايرانية. ومثل توقيع البروتوكول الجديد ما يمكن اعتباره رداً نهائياً من جانب موسكووطهران، يفيد بعدم استجابتهما المطالب الاميركية بوقف هذا التعاون. كما ان التوقيع شكّل رداً سريعاً على احدث اتهامات اميركية لايران ببناء مفاعلين جديدين. وأبدى الجانب الروسي حرصاً على تعهد مفاعلات نووية جديدة تقدر تكاليفها ببلايين الدولارات، بعدما اعلنت ايران انها تريد بناء ستة مفاعلات اخرى بقوة ستة آلاف ميغاوات. ويأتي الاصرار الروسي على المضي في التعاون النووي مع طهران في وقت تشعر موسكو انها في حاجة الى حفظ مصالحها في ايران في ظل التهديد الذي تتعرض له المصالح الروسية في العراق، مع تصميم الاداره الاميركية على تغيير النظام فيه والاتيان بنظام موال لها. ولا شك في ان واشنطن تشعر بحرج كبير تجاه "معركة الارادات" التي تخوضها مع موسكووطهران، خصوصاً ان ذلك يترافق مع معركة اكثر ضراوة تخوضها الادارة الأميركية مع كوريا الشمالية التي اعلنت امتلاكها السلاح النووي. وعلى رغم انهماك واشنطن في الملف العراقي، فإن المراقبين يرون ان الاصرار الروسي -الايراني على الاستمرار في التعاون النووي على رغم الضغوط الاميركيه، لن يكون من دون ثمن قد تظهر طبيعته لاحقاً.