سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اميركا تشكك في نيات العراق وروسيا ترحب والملك عبدالله يعرض نظاماً جديداً للتفتيش . دعوة بغداد لبليكس تثير خلافات بين أعضاء مجلس الأمن مجلس الأمن يبت الاثنين
أحال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على مجلس الأمن رسالة من وزير الخارجية العراقي ناجي صبري تضمنت دعوة هانز بليكس رئيس لجنة التحقق من نزع الأسلحة العراقية المحظورة انموفيك لزيارة بغداد، ما يعد مؤشراً إلى اختلاف في تقويم كيفية الرد على الدعوة، داخل الأمانة العامة. ويتوقع أن يبته المجلس بعد غد الاثنين، علماً أن ناطقاً باسم الأممالمتحدة أعلن أمس أن الرسالة "بعيدة عن الاجراءات التي وضعها مجلس الأمن". راجع ص 2 وفيما شككت واشنطن ولندن في تنفيذ العراق التزاماته، وأكدت الولاياتالمتحدة "رفض التفاوض على مصطلحات" قرارات مجلس الأمن، مشددة على ضرورة عودة المفتشين إلى بغداد من دون شروط، رحبت موسكو بالدعوة العراقية الموجهة إلى بليكس. وكشف مسؤول أردني رفيع المستوى ل"الحياة" أن الملك عبدالله تحدث مع الرئيس جورج بوش خلال لقائهما في البيت الأبيض أول من أمس عن "نظام جديد بغطاء دولي مناسب للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، يعتمد على أفكار روسية وفرنسية". في نيويورك، قال الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، إن أنان "يرحب" برسالة ناجي صبري التي "تتماشى مع الاتفاق على استمرار الاتصالات، بما فيها المحادثات المستمرة في شأن المسائل التقنية"، لكنه أكد أن "الاجراء المقترح دعوة بليكس على اختلاف وتفاوت مع ذلك الذي وضعه مجلس الأمن في القرار 1284". وتابع ان الأمين العام "شاطر الرسالة فوراً مع أعضاء المجلس ويتطلع إلى بحثها معهم عندما يلتقيهم الاثنين". ولفت اكهارت إلى الفقرة السابعة من القرار 1284 في ما يتعلق بالاجراءات وما تبقى في إطار نزع السلاح، وقال إن على العراق قبول عودة المفتشين أولاً، ثم يتولون التفتيش لفترة 60 يوماً، ثم يقدمون تقريراً إلى مجلس الأمن يتضمن برنامج عمل يتطلب موافقته". وأشار إلى أن أنان اراد وضع الدعوة العراقية لبليكس أمام المجلس، لأنه معني بالمسألة، ولكن "يجب عدم الاستنتاج أنه ميال لجهة أو أخرى" في ما يخص الموافقة على تلبية الدعوة أو الاعتذار عن عدم استجابتها. وتضمنت الرسالة العراقية دعوة بليكس إلى بغداد "في أقرب وقت ممكن يُتفق عليه" لمراجعة "ما انجز" حتى عام 1998، و"النظر في المسائل المتبقية" في إطار نزع السلاح و"درس مدى أهميتها والاتفاق على وسائل معالجتها لدى عودة نظام التفتيش إلى العراق". وهذه أول اشارة علنية إلى استعداد بغداد للموافقة على عودة نظام التفتيش. واجتمع أنان وبليكس لدرس الدعوة العراقية، بينما اختلفت الآراء داخل الأمانة العامة، وفي صفوف أعضاء مجلس الأمن حول تلبيتها أو رفضها. وقال الناطق باسم السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد غرينل: "نبقى مشككين في قدرة العراقيين على تنفيذ قرارات المجلس، فهم لم ينفذوها في الماضي، وهذه الرسالة لا تعكس التزاماً بالامتثال". وشدد على أن "مجلس الأمن لا يريد التفاوض على مصطلحات القرارات، وهي واضحة، تنص أن على العراقيين السماح بعودة المفتشين للعمل بحرية كاملة، في أي وقت يريدون وفي أي مكان". إلى ذلك، اعتبر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية ان العراقيين "يعرفون تماماً ما الذي نريده منهم وعليهم السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالتحرك بحرية من دون عوائق". وشكك في نيات المسؤولين العراقيين، وقال: "كم مرة كتبوا رسائل ليقولوا إنهم يريدون فعل هذا أو ذاك"؟ في عمان، قال مسؤول اردني رفيع المستوى ل"الحياة" ان الملك عبدالله الثاني الذي التقى أول من أمس الرئيس جورج بوش في واشنطن "نصح الادارة الاميركية بالتخلي كلياً عن شن هجوم على العراق، والتركيز على دور اميركي جديد في المنطقة يجعلها اقل اضطراباً وانتاجاً للعنف والتطرف والكراهية". واضاف ان العاهل الأردني تحدث مع بوش في "نظام جديد بغطاء دولي مناسب للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق، يعتمد على افكار روسية وفرنسية تساهم في التوصل الى مدة زمنية لعمليات التفتيش، وتتخذ اساليب جديدة تكفل دقتها واستمراريتها". وأكد المسؤول استعداد الأردن للمساهمة في "أي جهد سياسي دولي لاقناع العراق بجدوى نظام جديد للتفتيش قد يجنبه والمنطقة أخطار عملية عسكرية اميركية". في الوقت ذاته، علمت "الحياة" من مصادر في الخارجية التركية أن وزير الخارجية التركي سيزور العاصمة الأردنية الثلثاء لتنسيق المواقف في شأن الملف العراقي، واحتمال تعرض بغداد لضربة أميركية. وقالت المصادر ان الزيارة قد تكون بداية لجولة على دول مجاورة للعراق للغرض ذاته.