دعا العراق مجدداً الاممالمتحدة إلى اجراء "محادثات فنية" بهدف استئناف محتمل لعمليات التفتيش على الاسلحة، مؤكداً ضرورة حل "المسائل المعلقة في المرحلة الماضية" لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين الجانبين. وفي رسالة وجهها الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان اكد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري "عزم العراق على مواصلة الحوار مع الامانة العامة للأمم المتحدة على رغم كل المصاعب". وشدد صبري على ضرورة "الوصول الى التنفيذ التام لقرارات مجلس الامن وفق ميثاق الاممالمتحدة"، مؤكدا "انطلاقاً من هذا المبدأ عرض العراق باجراء جولة محادثات فنية لتقويم ما انجز في المرحلة السابقة وبحث منهجية التعامل مع المسائل غير المنجزة حتى خروج المفتشين بارادتهم في نهاية 1998". واوضحت الرسالة ان بامكان الوفد الفني للامم المتحدة ان "يطرح ما يراه من موضوعات يعتبرها ضرورية لتقدم النقاش وارساء قواعد لبناء أرضية مشتركة للمرحلة المقبلة من اعمال الرقابة والتفتيش". ومن بين هذه المواضيع، أشار صبري الى "بحث الترتيبات العملية لعودة نظام الرقابة مستقبلاً وتهيئة الارضية المناسبة للتقدم نحو الحل الشامل والتنفيذ المتزامن لكل متطلبات قرارات مجلس الامن ذات الصلة". وكان انان وجه في السادس من آب اغسطس رسالة الى صبري طلب فيها من بغداد تأكيد استعدادها للامتثال لكل قرارات مجلس الامن الدولي. وجاءت رسالته التي ذكر فيها بالقرار 1284 الصادر عن مجلس الامن ويحدد سبل استئناف عمليات التفتيش، رداً على دعوة وجهها العراق قبل اسبوع من ذلك الى رئيس مفتشي نزع الاسلحة الدوليين هانس بليكس لزيارة بغداد. واكد الوزير العراقي في رسالته الاخيرة ان اقتراح "الحوار الفني" يهدف الى "تجنب الاختلافات والازمات التي رافقت عمل المفتشين في الفترة الماضية 1991-1998 وارساء اساس متين يبني عليه التعاون في المرحلة المقبلة". ورأى انه "من دون حل المسائل المعلقة في المرحلة الماضية يصعب بدء مرحلة جديدة مبنية على التعاون المهني لحل مسائل نزع السلاح المتبقية لان ذلك يعني بكل تأكيد اننا سنعود الى حقل الألغام مرة اخرى". وتابع الوزير العراقي انه من دون ذلك "فإن عودة نظام الرقابة لن تكون سوى لبضعة اسابيع نعود بعدها للخلافات والأزمات وخروج المفتشين من العراق من جديد". وأكد ان اقتراحه يشكل "خطوة مهمة للوصول الى الحل الشامل الذي يتضمن التنفيذ المتزامن لجميع متطلبات قرارات مجلس الامن ذات الصلة". وعبر صبري عن "أسفه الشديد" للرد "السلبي والسريع والمباشر" من جانب بليكس على الدعوة التي وجهها العراق، موضحاً أنه هذا الموقف "يذكرنا بليكس بتجربة مريرة سابقة لنا وللأمم المتحدة مع رئيس اللجنة الخاصة اونسكوم ريتشارد باتلر عندما كان يتجاوز في تصرفاته وتصريحاته واجراءاته سلطة الامانة العامة للامم المتحدة". ودان صبري "التدخل الاميركي السافر في عمل الاممالمتحدة وأعمال العدوان الاميركية على العراق منذ عام 1991 خرقاً لميثاق الاممالمتحدة"، مؤكدا ان هذه الاعمال "لم تجعلنا نفقد الامل يوماً في امكان تجاوز هذه التجربة المريرة". صحف بغداد من جهتها، دانت الصحف العراقية امس "الادعاءات" الاميركية بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل، وكتبت صحيفة "الجمهورية" ان "الاباطيل الاميركية ضد العراق لا تقوم على اي منطق يستسيغه العقل البشري ... بل على قدم مهزوزة وساق عرجاء ولم تعد تجد من يستجيب لها وانحسر المؤيدون لها في الداخل الاميركي والبريطاني". من جهتها، رأت صحيفة "العراق" ان "كل ما يتردد الآن في العالم من ان العراق يمتلك اسلحة للدمار الشامل لا يتعدى صفة الافتراءات الظالمة ومحاولات قتل للحقيقة". واتهمت الصحيفة الادارة الاميركية "بالسعي الى تحالف جديد يمنحها المشروعية في تهديد العراق من خلال تلفيق اكاذيب مزعومة واطلاق اشاعات مغرضة لا تمت الى الواقع والموضوعية بنسب لان ما يهمها هو الوصول الى اهدافها الشريرة". وأكدت ان "الحقيقة موجودة في العراق وليس في أي مكان آخر ومن يسعى للوصول اليها عليه ان لا ينتهكها وهو جالس في مكان بعيد معتمداً على تسريبات وتشويهات محسوبة هدفها الاساءة الى العراق"، مشددة على اهمية "الحوار ومواصلة التفاهم والاطلاع بشكل مباشر"، معتبرة انها من "السبل الكفيلة لدحض كل الادعاءات والافتراءات لتبقى الحقيقة حية". واشارت الى "الدعوات العراقية الموجهة الى الكونغرس الاميركي او بريطانيا لتشكيل وفود لزيارة العراق للوقوف على الحقيقة"، معتبرة انها "تأكيد واضح وصريح لمن يريد ان يرى الأمور على حقيقتها وليس عبر دهاليز الاستخبارات وصفقات التآمر". وكتبت صحيفة "بابل" التي يشرف على ادارتها عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي "نحن مثلما نريد السلام والاستقرار ونريد ابعاد الشر عن انفسنا نرغب ان يكون هذا الحال للجميع بما في ذلك الشعوب الاميركية". وأكدت الصحيفة ان العراق "لا يضمر الشر للشعوب الاميركية بل يتأسف على حالها لانها ضحية ادارة لعينة لا تقيم لهم وزناً أو اعتبارا وتدفع بالشباب الاميركي الى حتوفهم الأكيدة ان اصرت على الاستمرار برفع شعارات العدوان ولم ترفع يدها القذرة من التسلط على شعبنا الفلسطيني ودعمها سيء الذكر للصهاينة". وانتقد تالصحيفة "الطيش الاعمى" للرئيس الاميركي جورج بوش الذي "يرغب في ان يضع العالم في جيبه وان يوجه اسلحته الى شعوب العالم من دون مبرر او سند او مسوغ".