أحدثت المناظرة التاريخية التي أجريت ليل اول من امس في التلفزيون الألماني بين المستشار الاتحادي غيرهارد شرودر ومنافسه ادموند شتويبر ونقلت وقائعها كل من القناتين الخاصتين "ار تي ال" و"سات 1" اصداء متضاربة حول من فاز فيها على الآخر. وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها ألمانيا مناظرة من هذا النوع في الانتخابات النيابية تستلهم الطريقة الأميركية من حيث الشكل وتختلف عنها في الإطار والضوابط التي وضعت لها. وأعلن رسمياً ان عدد مشاهديها بلغ 15 مليون نسمة. وستجرى مناظرة ثانية بين الرجلين في 8 الشهر المقبل. وفي حين ان معسكر الاتحاد المسيحي في البلاد احتفل بعد انتهاء المناظرة بفوز ممثله شتويبر، مشيراً الى انه سجل نقاطاً عدة لمصلحته ستفيده في المعركة الانتخابية التي ستجرى في الثاني والعشرين من الشهر المقبل، وجد معسكر الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحليفه حزب الخضر ان المستشار هو الذي فاز في المناظرة التي استمرت 75 دقيقة واتبعت نظام الرد المحدود على الأسئلة 90 ثانية لكل منهما تتبعها 60 ثانية للرد على جواب الآخر التي طرحت من جانب صحافيين من القناتين. وبحسب اتفاق مسبق، كان ممنوعاً على المستشار ومنافسه الدخول في سجالات مباشرة ومفتوحة على عكس ما هو معروف في المناظرات الأميركية بين الرؤساء الأميركيين ومنافسيهم. ولم يقتصر الانقسام حول تقويم من فاز ومن خسر المناظرة الأولى على السياسيين والإعلاميين وشخصيات المجتمع الذين سئلوا عن رأيهم فيها، بل طاول ايضاً معاهد دراسة الرأي العام التي انشغلت في معرفة رأي عينة عشوائية من المواطنين. وفيما أظهر استفتاء اجري بطلب من القناة التلفزيونية الثانية زد دي اف القريبة تقليدياً من معسكر الاتحاد المسيحي، ان 35 في المئة من المستفتين وجدوا المستشار شرودر في المقدمة في مقابل 37 في المئة لمنافسه شتويبر، ذكر استفتاء اجري بطلب من القناة التلفزيونية الأولى آ ار دي القريبة من معسكر الاشتراكيين ان شرودر تقدم في نظر المشاهدين من 40 الى 42 في المئة، فيما تقدم منافسه من 29 الى 36 في المئة، اي ان الفارق بين الاثنين ضاق بعض الشيء، لكنه بقي بنسبة ستة في المئة زيادة لمصحلة شرودر. وجاء في الاستفتاء ان قوة المستشار ظهرت في السياسة الخارجية والبيئة وكارثة الفيضانات وقوة منافسه شتويبر برزت في الاقتصاد وسوق العمل والضرائب. وكان لافتاً ان تكون مسألة العراق الوحيدة التي طرحت خلال مناقشة السياسة الخارجية. وجدد شرودر مواقفه الأخيرة برفض المشاركة في اي هجوم عسكري على العراق يجري التحضير له حالياً في واشنطن. وقال انه يعتبر ان الحرب في افغانستان ضد حركة "طالبان" و"القاعدة" لم تنته بعد، و"أنه نظراً للوضع الحساس القائم في الشرق الأوسط من الخطأ شن حرب على العراق"، مضيفاً ان التحالف الدولي ضد الإرهاب سيتعرض عندها للانهيار. واكد تضامن ألمانيا مع الولاياتالمتحدة في حربها ضد افغانستان ملاحظاً ان الموقف من العراق مختلف. ووجه انتقاداً غير مباشر الى الرئيس الأميركي جورج بوش من دون ان يسميه "بسبب الإصرار الجاري على إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين". وانتقد شتويبر المستشار، معتبراً ان موقفه هذا "غير مسؤول لأنه يؤدي الى رفع الضغط الممارس على نظام صدام حسين ولا يساعد في انجاح مهمة الأممالمتحدة". ورد شرودر بالقول ان هدف الأممالمتحدة هو إرسال المفتشين الدوليين من جديد الى العراق، اما النقاش الجاري حالياً في الولاياتالمتحدة هو حول كيفية اسقاط صدام حسين، وهذا الأمر لا علاقة به بمهمة الأممالمتحدة. وبعد تردد قال شتويبر انه "على استعداد لإرسال جنود الى العراق في اطار موقف اوروبي.