جدد المستشار الألماني غيرهارد شرودر أمس موقفه الرافض تغيير النظام العراقي بالقوة، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة ستفجر الوضع في الشرق الأوسط. وظهر تباين واضح بين شرودر ومنافسه المسيحي الاجتماعي ادموند شتويبر الذي يسعى للفوز بمنصب المستشار في الانتخابات النيابية بعد شهرين تقريباً. وبينما رأى المستشار الاشتراكي الديموقراطي أن شن هجوم عسكري على العراق "خطأ" فادح، أظهر منافسه المسيحي الاجتماعي "تفهماً" للموقف الأميركي ورفض اعطاء موقف واضح تجاه التحضيرات العسكرية الأميركية الجارية حالياً. وفي سجال سياسي جرى بين شرودر وشتويبر على صفحات صحيفتي "زود دويتشه تسايتونغ" و"دي فيلت" أمس، قال المستشار الألماني: "أنا مقتنع بقوة استناداً إلى الوضع في الشرق الأوسط وإلى صمود التحالف الدولي ضد الإرهاب بأنه سيكون من الخطأ التدخل عسكرياً في العراق". ولاحظ أنه لا يتخذ وحده في أوروبا مثل هذا الموقف في تلميح إلى تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك بشأن الموضوع. وشدد على أنه اراد عن قصد ايضاح موقفه هذا حتى يكون الأمر جلياً أمام الرأي العام واستباقاً لأي أمر واقع. ورفض منافسه شتويبر ايضاح موقفه من الخطط الأميركية الموضوعة لاسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، مدعياً أنه لا يرغب في الاجابة عن أسئلة افتراضية. ودعا إلى انتظار نتائج المفاوضات التي تجريها الأممالمتحدة، ولكن مع ابقاء الضغط على صدام حسين بصورة مكثفة. وقال شرودر خلال سجاله مع منافسه إن التدخل العسكري في العراق في ظل الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط سيتحول إلى مشكلة، "خصوصاً أنه يتوجب في البداية ايضاح كيفية إعادة تنظيم المنطقة هناك سياسياً، وكيف سيخرج المرء منها بعدما يكون قد دخل إليها". وأضاف انه لهذه الأسباب قال "لا" جلية للتدخل العسكري، و"سأبقى على موقفي هذا"، مشدداً على أن بلاده لن تتراجع عن التزاماتها العسكرية ضد الإرهاب وضمن القوات الدولية العاملة في البلقان وفي أفغانستان. وأوضح ان حركة "طالبان" لم تسحق بعد، كما أن هدف "إقامة الأمة" في أفغانستان "لم يتحقق بعد، بل على العكس". وأشار إلى أن المانيا تخصص مبالغ كبيرة للايفاء بالتزاماتها هذه، وارتفعت الموازنة العسكرية للمهمات في الخارج من 178 مليون يورو عام 1998 إلى 7.1 بليون يورو حتى نهاية العام الجاري، مضيفاً ان بلاده تأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد جنودها في الخارج بعد الولاياتالمتحدة. وغمز شرودر من قناة واشنطن عندما كشف أنها لم تجر حتى الآن أي مشاورات على المستوى الرسمي مع حكومته في ما يخص الموقف من العراق على رغم أن الرئيس جورج بوش وعد بذلك علناً خلال زيارته الرسمية لبرلين أخيراً، وقال إنه يريد أن تكون لأوروبا والمانيا كلمة في الأمر "ليس فقط حول تاريخ الهجوم وكيفية شنه، وإنما أيضاً حول ما إذا كان ضرورياً".