صعد العراق لهجته في وجه التهديدات الأميركية والبريطانية بشن حرب ضده، وشدد مجدداً على رفضه التعامل مع أي قرار جديد يصدره مجلس الأمن، واعتبر ان دعوة واشنطن الى تعليق عودة المفتشين حتى صدور قرار جديد لمجلس الامن تظهر "حال التخبط" التي تعاني منها الادارة الاميركية. وأكدت بغداد في الوقت نفسه استكمال اجراءاتها لاستقبال المفتشين الذين يصلون في 16 الشهر الجاري. أعلن العراق ان التهديدات الاميركية والبريطانية بعمل عسكري ضده لن ترهبه، وشدد على رفضه التعامل مع أي قرار جديد يصدره مجلس الأمن، حتى ولو جاء تحت "قرع طبول الحرب"، ودعا العالم إلى "التفكير بما يمكن ان تسببه الولاياتالمتحدة من حرائق ودمار وقتل في العراق والعالم". ولفت ناطق رسمي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء العراقي، ترأسه الرئيس صدام حسين وناقش فيه الأوضاع العربية والدولية الراهنة، إلى أنه "بعدما وافق العراق على عودة المفتشين وعلى رغم الاتفاق بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والعراق، يستمر الأميركيون والبريطانيون في الدفع باتجاه إصدار قرار جديد من مجلس الأمن يخفي نياتهم الشريرة ضد أمن العراق وحقوقه وسيادته"، مضيفاً: "إذا كانوا يتصورون أن طبول الحرب التي يدقونها ويعلون ضجيجها يمكن أن تدفع العراق عن حقوقه الوطنية وما ضمنه ميثاق الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فهم واهمون ... وإذا كانوا يتصورون ان ضغطهم الشرير يدفع العراق إلى قبول ما لا يقبل به ... فهم واهمون أكثر". وأكد الناطق أن العراق سيواصل مساندته للشعب الفلسطيني في صموده وجهاده ونضاله، لأنه "يعتبر الساحة الفلسطينية متداخلة مع ساحة نضال شعب العراق وجهاده". واعتبر مسؤول عراقي أ ف ب ان تصريحات وزير الخارجية الاميركي كولن باول الداعية الى تعليق عودة المفتشين حتى صدور قرار جديد لمجلس الامن تظهر "حال التخبط والارتباك والعزلة التي تعاني منها ادارة الشر الاميركية". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان باول يهدف الى "الابقاء على حال التوتر والتهديد والارهاب قائمة بهدف ابتزاز الدول والانفراد بالموقف المتسلط على المنظمة الدولية". إلى ذلك، أكدت صحيفة عراقية أن بغداد استكملت تدابير استقبال طلائع فرق التفتيش التابعة للجنة التحقق والمراقبة التابعة للأمم المتحدة انموفيك التي يتوقع وصولها إلى بغداد منتصف الشهر الحالي. ونقلت صحيفة "الرافدين" في عددها الصادر أمس عن هانز بليكس رئيس "انموفيك" تأكيده لمسؤولين عراقيين كان التقى بهم في آخر جولة حوار أجراها العراق مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ان المفتشين سيحترمون اهتمامات العراق الأمنية والسيادية، وسيتجنبون أي استفزاز للمشاعر في عملهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي، لم تكشف اسمه حضر الاجتماع، أن بليكس أعرب عن الرغبة في انهاء الملفات العالقة مع العراق في أسرع وقت تمهيداً لحسم عمليات التفتيش نهائياً، وبالتالي الطلب من مجلس الأمن رفع الحظر. لكن الصحيفة شككت في قدرة بليكس على تنفيذ رغبته، وقالت: "كل الذين يجري تعيينهم في هذه المهمة يظهرون في البداية تعاطفاً أو رغبة صادقة ثم يستبدلون جلودهم ويتنكرون لتعهداتهم بعد مزاولتهم مهماتهم في العراق". وأضافت: "أغلب الظن أن الضغط الأميركي والبريطاني يحملهم على ذلك". من ناحيتها، طالبت صحيفة "العراق" ب"وضع خطة سياسية اقتصادية أمنية تتضمن المشروع العربي الرافض للعدوان"، وأن "يترافق ذلك مع توحيد الجبهات الداخلية".