بعد الحضور الكبير والمتميّز للسينما العربية في الدورة السابقة لمهرجان كان السينمائي الدولي، جاءت اختيارات المدير المكلّف تنظيم الدورة ال59 لمهرجان فينيسيا البندقية السينمائي الدولي موريس دو هوديلن مخيّبة لآمال السينمائيين العرب، إذ لم تتضمن اختياراته أي عمل عربي ما عدا الدقائق العشر الوحيدة التي أخرجها المخرج الكبير يوسف شاهين والتي ستعرض ضمن إنتاج فرنسي بعنوان "11 أيلول سبتمبر الساعة 11 وتسع دقائق وثانية واحدة" وشارك في إنجازه، إضافة إلى شاهين كل من الفرنسي كلود ليلوش والياباني سوهيي إيمامورا والهندية ميرا ناير والاسرائيلي عاموس جيتاي والإفريقي إدريسا وودراوغو والإيرانية سميرة مخملباف والأميركي شون بين والبريطاني كين لوتش والبوسني دانيس تانوفيتش. وإذا ما اعتبرت الدعوة إلى حضور مهرجان ما والمساهمة في فاعلياته تمثيلاً لطرف أو لدولة ما، فإن مهمة تمثيل السينما العربية في هذه الدورة تقع مجازاً على عاتق الناقد السينمائي الللبناني غسان عبدالخالق الذي كلفته إدارة المهرجان ترؤس لجنة تحكيم مسابقة "عكس التيار والأعمال الأولى". وسيتقاسم عبدالخالق رئاسة اللجنة مع المخرج الإيطالي كارلو فيرزي وتضم كلاً من المخرجة الفرنسية كاترين بريلا واستاذة السينما التايوانية بيجي تشاو والناقد السينمائي الألماني وأمين عام جمعية نقاد السينما العالميين كلاوس إيدير والناقد والمخرج الإيطالي إنريكو غيتسي. وستمنح اللجنة جائزتها البالغة خمسين ألف يورو إلى أفضل عمل من دون أي إمكان لمنحها مناصفة لعملين، إلاّ أنها ستمنح مناصفة إلى مخرج العمل ومنتجه. وإضافة إلى جائزتها الكبرى ستمنح اللجنة جائزة لجنة التحكيم الخاصة وإشادتين خاصتين. وستحكم هذه اللجنة على الأعمال السينمائية الروائية الطويلة من منطلق التجديد في اللغة السينمائية وأصالة الإبداع، واختيرت مجموعة من الأعمال لعدد من المخرجين الجدد الذين يمثلون تيارات السينما العالمية الجديدة واتجاهاتها. وتحظى سينما الشباب باهتمام مهرجان البندقية، وأبقى دو هوديلن على جائزة لويجي دي لاورينتس أسد المستقبل التي كان المدير السابق للمهرجان آلبيرتو باربيرا استحدثها وتمنح لمخرج العمل الأول. وستضم لجنة التحكيم الخاصة بهذه الجائزة كلاً من المنتجة السويدية كاتينكا فاراغو والمخرج الألماني راينهارت هاوف والناقد السينمائي البريطاني ديريك مالكولم ومديرة مهرجان كارلو فيفاري جمهورية التشيك إيفا زاوولوفا.