تعود الحياة من جديد إلى ملاعب كرة القدم السعودية مع انطلاق مباريات كأس الامير فيصل بن فهد، وذلك بعد صيف ساخن جدًا شهد عددًا من التغييرات على الساحة الرياضية، كانت بدايتها الاخفاق الكبير للمنتخب في المونديال، ثم تشكيل لجنة تطوير للرياضة ولجانها المتعددة، ومرورًا بالضائقة المالية التي تعاني منها الأندية، وتأخر صرف مستحقات اللاعبين، وفشل معظم الأندية في استقدام أجانب من مستوى جيد، ودخول المسابقات عصرًا جديدًا من خلال إسناد بيع تذاكر المباريات للقطاع الخاص على رغم اعتراض بعض الأندية، وانتهاء باقتصار منافسات كأس الأمير فيصل بن فهد على فئة دون ال23 عامًا، بغية إعطاء اللعبة نفسًا شابًا، وإعادتها إلى الواجهة الآسيوية. وتحدو مسؤولي الكرة السعودية آمال عريضة من خلال المسابقة الجديدة، لعلها تكون "الأوكسجين" الذي سيساعد على تحريك الدماء الراكدة في شرايين اللعبة. تفتتح بطولة كأس الامير فيصل بن فهد لكرة القدم اليوم بثلاث مباريات تقام ضمن المجموعة الأولى. ويعتبر لقاء النصر والشباب الأبرز من بينها، ويصعب التكهن بنتيجته لأن الفريقين يضمان عددًا من النجوم الشبان، وهما استعدا للمناسبة في معسكرات داخلية، وخاضا عددًا من المباريات الاختبارية مع فرق محلية. وسيستعين مدرب النصر الارجنتيني خورخي هايبكر بثلاثة لاعبين فوق السن المحددة، هم المدافعان صالح الداود وعبدالله الجنوبي ولاعب الوسط أحمد الجهوي. ويضم الفريق عناصر تنطبق عليها شروط المسابقة على رغم مشاركتها مع الفريق في الموسم الماضي، ومن أبرزها المهاجمان عبدالرحمن البيشي وسعد الزهراني ولاعبا الوسط الشهري والسلامة، أما الوجوه الجديدة فيتقدمها الحارس البيشي والمدافع المولد، ولاعبا الوسط الطيب وأحمد الخير. شبابيًا، تبدو صفوف الفريق مكتملة إلى حد بعيد بعد التحاق نجوم "الأخضر الشاب" بالفريق، أمثال المهاجم ناجي مجرشي ولاعبي الوسط عبده عطيف وعبدالله الدوسري. ويخطط مدرب الفريق بندر الجعيثن للاستعانة ببعض أصحاب الخبرة. ويستضيف الرياض نظيره الاتفاق الارجح كفة كونه معززًا بنجومه الشباب الذين شاركوا في صفوفه العام الماضي، وأبرزهم المغنم والبحري والبيشي، وتتولى قيادته إدارة وجهاز فني جديدان. وأوضح مدرب الرياض خالد القروني أن بطولة الصداقة الدولية السادسة التي خاضها فريقه كانت بمثابة إعداد للاعبين، وأنه سيمنح الفرصة للاعبي الوسط حمد القميزي ونايف السويلم والمدافع علي زايد أصحاب الخبرة، لمعاونة زملائهم خلال المسابقة الجديدة. وفي الدمام، يحل الهلال ضيفًا ثقيلاً على القادسية الصاعد حديثًا إلى دوري الأضواء، وتضم تشكيلة أصحاب الأرض عددًا من الشباب الذين قادوه إلى تصدر دوري الدرجة الأولى العام الماضي، أمثال المهاجم الممتاز ياسر القحطاني ولاعب الوسط المدافع سعود كريري. وعلى رغم محاولة مدرب الفريق أحمد العجلاني إبعاد الاضواء عن فريقه وإعلانه أنه لا يهمه الفوز على الهلال، غير أن تجاوز "الزعيم" اليوم سيمنح اللاعبين ثقة متناهية قبل لقاء غريمهم التقليدي الاتفاق الأحد المقبل. هلاليًا، تبدو الأمور غير مستقرة، فالفريق بلا رئيس أو إدارة ولا لاعبين أجانب، ونجومه الكبار لا يزالون يساومونه على البقاء أو الرحيل، الأمر الذي دفع بمدربه الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا إلى طلب الاعتماد على مجموعة اللاعبين الشباب، إضافة إلى المهاجم ريكاردو بيريز "إلكاتو" الذي لا يحظى بشعبية بين مناصري "الأزرق". وسيعتمد ماتورانا على الحارس األماس والمدافعين المطيري والمجرشي والحربي والفرج، وفي الوسط عزيز والشلهوب والصالح والمطرف، والمهاجمين الخراشي والناصر. تاريخ يذكر أن المسابقة تجمع 12 فريقًا وزعت على مجموعتين، ضمت الأولى الهلال والنصر والرياض والاتفاق والشباب والقادسية، والثانية الاتحاد والأهلي حامل اللقب والشعلة والنجمة والطائي والرائد. وانطلقت المسابقة عام 1975 تحت اسم كأس الاتحاد بمشاركة فرق الدوري الممتاز، ونجح النصر في إحراز اللقب الأول، ثم تغير الاسم إلى كأس الأمير فيصل بن فهد عام 2000. ويحمل الهلال الرقم القياسي في عدد مرات إحراز اللقب 5 مرات، يليه الاتحاد 3، والشباب والنصر والأهلي مرتان، والرياض والقادسية والاتفاق مرة واحدة. وكان الأهلي أحرز لقبه الثاني الموسم الماضي بفوزه على الهلال بركلات الترجيح 4-3. اختلاف على رغم أن مسؤولي الاتفاق قطعوا شوطًا كبيرًا في اتصالاتهم الجارية حاليًا مع المهاجم السنغالي مأمون ديوب الذي لعب في صفوف الرياض خلال الموسم الفائت، إلا أن المفاوضات لا تزال معلقة بسبب الاختلاف في وجهات النظر بين أعضاء مجلس الادارة حول أهمية التعاقد مع لاعب أجنبي. ويؤيد أكثر من عضو فكرة المشرف على الكرة هلال الطويرقي الذي يقترح استثمار المبلغ الذي سيصرف على أجنبي خلال ثمانية أشهر لاستقدام لاعب محلي مميز من الأندية الأخرى. بينما ترى الفئة الثانية من الأعضاء أن التعاقد مع لاعب أجنبي في هذا الموسم خصوصًا، سيساعد الاتفاق للوقوف على قدميه، ويدخل دائرة المنافسة، وعندما يختار لاعبين محليين مميزين، يمكن الاستغناء عن اللاعب الاجنبي. وتؤكد مصادر حسنة الاطلاع أن السنغالي مأمون ديوب هو الأقرب ليوقع الاتفاق في منافسات هذا الموسم، في حال توافق الأعضاء على التعاقد مع أجنبي، خصوصًا أن شروطه ليست صعبة، لكن المفاوضين الاتفاقيين يحاولون خفض مبلغ الصفقة.