لندن - "الحياة" يعرف جمال ابو الهيجاء انه المطلوب رقم واحد على اللائحة الاسرائيلية. والتهم الموجّهة اليه كثيرة تبدأ بموقعه في حركة "حماس" وصولاً الى دوره في مقاومة الاحتلال. منذ مأساة مخيم جنين يعيش جمال طريداً في الأحراج مبدّلاً باستمرار مقره السري. وهو روى ل"الوسط"، في عددها الذي يوزع اليوم مع "الحياة" كما في كل اثنين، مأساته ومأساة عائلته. قال جمال ان منزله كان اول منزل استهدفته الصواريخ التي انقضت على مخيم جنين. وأسعف الحظ عائلته ايضاً في مغادرة المنزل قبل ان تعاود الصواريخ انقضاضها عليه وتحوله الى ركام. حاول الهرب فعرف جيش الاحتلال مكانه وأطلق قذيفة أصابته شظاياها في يده وبطنه. نقله رفاقه الى المستشفى حيث أُجريت له جراحة وبترت يده. حاصر الاسرائيليون المستشفى فهرّبه رفاقه قبل اكمال تقطيب الجرح. ومنذ ذلك التاريخ يعيش طريداً ويخشى كل يوم ان يصطاده الاحتلال او يصطاد عائلته. قال ابو الهيجاء: "حياتنا مرعبة ومأساتي انني لا استطيع ان أفعل اي شيء من اجل اولادي الذين يعيشون حياة تشرّد تُشعرهم انهم يموتون كل يوم الف مرة. لكنني لن استسلم…". وقالت زوجته: "حياتنا جحيم والمشكلة الاكبر عند افتتاح المدارس فأين سيجلس اولادي ويدرسون، فوق التراب ام عند الجيران؟". وجاء كلام ابو الهيجاء في اطار تحقيق ل"الوسط" عن مآسي 1760 عائلة مشرّدة، وهو ما يؤكد حجم المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم جنين.