الخرطوم - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعرب الموفد الاميركي الخاص الى السودان السناتور السابق جون دانفورث عن تفاؤله في شأن المفاوضات بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" وعن اعتقاده بالتوصل الى ابرام اتفاق سلام بين الطرفين اللذين يجريان حاليا جولة ثانية من المحادثات، بعدما توصلا الى تفاهم مبدئي في الجولة الاولى عرف باسم "بروتوكول مكاكوس". وشدد الموفد الاميركي، في تصريحات في الخرطوم قبل ان ينتقل الى كينيا حيث تجري المفاوضات، على الاتفاق مع مصر على ان الانفصال في الجنوب سيء بالنسبة الى الخرطوموالقاهرة على السواء. واجتمع دانفورث، خلال زيارته الخرطوم التي استغرقت يوما واحدا، مع الرئيس عمر حسن البشير ونقل اليه رسالة من الرئيس جورج بوش يجدد فيها "دعم الولاياتالمتحدة للجهود السلمية في السودان"، كما اكد المستشار الرئاسي لشؤون السلام غازي صلاح الدين العتباني. وفي تصريح صحافي عقب الاجتماع، اعرب دانفورث عن "تفاؤله" بالمحادثات. وقال "ان الشعب السوداني على قناعة بان ايا من الطرفين لا يستطيع كسب الحرب. فهي تدور منذ عشرات السنين واسفرت عن مقتل مليوني شخص". وكان دانفورث اجرى محادثات في القاهرة مع وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر الذي كان اعلن مطلع الشهران الرئيس حسني مبارك اكد وقوف مصر "بقوة" مع وحدة السودان والمساعي الايلة الى "تثبيتها وتحقيق الاستقرار في اطار بلد واحد قوي". وقال دانفورث الذي توسط لوقف اطلاق النار في منطقة جبل النوبة في كانون الثاني يناير ان التنمية والعدل من شأنهما ان يضمنا وحدة السودان. واضافو قبل الانتقال الى نيروبي، انه "اتفق مع مصر على ان الانفصال من شأنه ان يضر جنوب السودان وشماله على حد سواء. والحل هو التنمية المتوازنة والعدل للشعب السوداني باكمله". وفي هذا الاطار، نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى اسماعيل قوله في مأدبة غداء اقامها تكريما لدانفورث: "لدينا مشاكل مع مصر، لكن مصر لها دور كبير في عملية السلام" في السودان. لكن الوزير السوداني اضاف: "تنبغي اعادة تأهيل الجنوب لضمان السلام. ويتعين تعبئة الموارد من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ومصر لجهود اعادة التأهيل. ومصر يمكنها القيام بالكثير هناك. وهذا ليس ضروريا ان ينتظر توقيع اتفاق نهائي للسلام". ويقول محللون ان القاهرة فوجئت بالسرعة التي تم التوصل به الى "بروتوكول مكاكوس" وتخشى ان تقدم اي دولة انفصالية تنشأ في جنوب السودان بمطالب اضافية في مياه النيل. الى ذلك، أجرى وفد من مجلس الشيوخ الأميركي، يقوده نائب رئيس لجنة الأمن في المجلس السيناتور ريتشارد تشلبي محادثات مع المسؤولين في الخرطوم ركزت على مساعي السلام والتعاون الأمني ومحاربة الارهاب وقضايا حقوق الانسان والحريات الدينية. والتقى الوفد الرئيس السوداني ومستشاره لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين ووزير الخارجية. وينتظر أن يلتقي مسؤولين في الأجهزة والمؤسسات الأمنية والقضائية والعدالية. وأكد البشير، أمام الحكومة، التزام حكومته الجهود لانهاء الحرب الأهلية وإقرار اتفاق سلام شامل ودائم في جولة المفاوضات الجارية حالياً بين وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في ضاحية مشاكوس القريبة من العاصمة الكينية نيروبي، وعبر عن تطلعه الى أن تلعب الادارة الأميركية دوراً أكبر في المرحلة المقبلة ومرحلة ما بعد تحقيق السلام. وقال السيناتور تشلبي للصحافيين ان تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ستكون الخطوة التالية بعد إحلال السلام في السودان وانهاء الحرب الأهلية، ودعا الى فرص تنمية متساوية وعادلة في البلاد تستند الى عنصر ديني. ودعا الحكومة السودانية الى مزيد من التعاون في سبيل رفع اسم السودان عن اللائحة الأميركية للارهاب، وتابع: "اعتقد ان الحكومة تمضي في الاتجاه الصحيح نحو هذا الهدف".