لندن "الحياة"، رويترز - يُنتظر ان تبدأ سوق الخام والتأمين والنقل اسبوعاً جديداً الاثنين قد يتركز على اعادة تقويم الاخطار الناجمة عن امكانات شن هجوم اميركي على العراق لاسقاط رئيسه صدام حسين وتنصيب قيادة جديدة بديلة في ما قد يُعرف باسم "حرب الخليج - 3". وكانت اسعار النفط الخام بلغت اعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر وحقق خام القياس "برنت" الجمعة، تسليم تشرين الاول اكتوبر، حدود 27 دولاراً للبرميل، مرتفعاً اكثر من دولارين في اسبوع واحد وسط مخاوف من الحملة العسكرية على العراق التى قد تؤثر في الامدادات التي يؤمنها كبار المنتجين في المنطقة. وارتفع ايضا سعر الخام الاميركي خام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك التجارية نايمكس 19 سنتاً إلى 29.25 دولار للبرميل. وقال متعاملون ان المخاوف من قطع الصادرات العراقية من النفط، اذا نفذ الرئيس جورج بوش دعوته للاطاحة بالرئيس صدام حسين بالقوة العسكرية، ساعدت في ابقاء اسعار الخام مرتفعة. وقال بول ستاركي محلل النفط في "دويتشه بنك" ان "السوق مضطربة وشديدة التأثر بأي تصريحات عن العراق. والصادرات العراقية انخفضت ايضاً ومخزونات النفط الخام الاميركية منخفضة. وكل هذه العوامل تساعد في ارتفاع الاسعار". اسعار التأمين ومع تطور اسعار النفط تشهد لندن خلال الاسبوع اجتماعات منفصلة لوضع جدول بالزيادات التي يمكن اضافتها على اسعار التأمين على ناقلات النفط والبضائع الى منطقة الخليج والمناطق التي قد تتعرض لاخطار عسكرية في ضوء الهجوم على العراق. كما تعقد جمعية اصحاب الناقلات اجتماعاً تمهيدياً يتناول تنسيق الجهود والاطلاع على تقارير عن التطورات والنظر في ما من شأنه تأمين سلامة الناقلات وطواقمها في المناطق التي يمكن اعتبارها "خطرة ومعرضة للعمليات". حماية الناقلات ولم يُعرف بعد ما اذا كانت الجمعية ستطلب حماية عسكرية من الولاياتالمتحدة أو حتى تأمين مواكبة حربية للناقلات اثناء ابحارها في منطقة الخليج وبحر العرب. وكانت البوارج الحربية الاميركية وبعض القطع الحربية الاوروبية والسوفياتية امنت حماية ومواكبة للناقلات اثناء الحرب العراقية - الايرانية في الثمانينات بعد تعرض ناقلات لهجمات في الخليج وحتى لالغام. ولم تُعلن شركات الملاحة العاملة في الخليج بعد اي تعديلات جذرية على اسعار النقل من المنطقة واليها. وسُربت انباء عن مشاورات تمهيدية لمتابعة التطورات في المنطقة وامكانية الطلب من الحكومات المحلية المساعدة في تأمين الحماية للتجارة البحرية ولخطوط النقل البري. خزن البضائع وكانت شركات عدة في الخليج اوصت على شحنات بضائع تتفاوت طبيعتها بين السيارات والمواد الغذائية والاستهلاكية الطويلة العمر على ان تُسلم في موعد اقصاه منتصف تشرين الاول تحسباً من زيادات كبيرة في اسعار التأمين والنقل "اذا نشبت الحرب واعلنت شركات التأمين عدداً من المرافئ مواقع خطرة يجب على سفن الشحن تفاديها والا يجب عليها دفع رسوم تأمين كبيرة". ومع ان سوق التأمين اللندنية لا تعتقد بأن لدى العراق القدرة على عرقلة حركة الشحن او ضرب خطوط ناقلات النفط في منطقة الا انها "قد تتحسب من امكانية توجيه ضربات صاروخية عراقية الى موانئ قريبة او حتى الى بعض مطارات المنطقة". وعلى رغم ان الولاياتالمتحدة لم تُعلن صراحة بعد انها اتخذت قرار الحرب وشدد الرئيس بوش اول من امس على ان قراره النهائي في شأن ضرب العراق "سيعتمد على ما تقدمه الاستخبارات من معلومات" الا ان بعض شركات الطيران الدولية التي تُسير رحلات الى منطقة الخليج اعد "خطط طوارئ" ستُعتمد قبل اي تحرك عسكري من بينها الاستجابة الى نداءات حكوماتها باجلاء الرعايا الغربيين من المنطقة ومن ثم تعديل جداول الرحلات بعيداً عن المناطق الخطرة او عن المطارات التي يمكن ان تتعرض لضربات من العراقيين او من "ارهابيين" قد يرون بان الهجوم الاميركي "عدوان". وحتى الآن لم تشهد شركات الطيران العربية والاجنبية العاملة انطلاقاً من بريطانيا اي الغاء لحجوزات العودة الى المنطقة كما ان بعضها افاد عن حجوزات استثنائية "غير عادية" من منطقة الخليج الى بريطانيا في الاسبوع الثالث من كانون الاول ديسمبر.