لندن - "الحياة" - رأى مراقبون ان الدعوى المدنية التي رفعها ذوو أكثر من 600 من ضحايا هجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي وتُطالب بتعويضات تُقدّر بنحو تريليون دولار من شخصيات ومؤسسات وجمعيات خيرية إسلامية في السعودية والسودان، تدل على مدى تعاظم نفوذ التيار المعادي للسعودية داخل الولاياتالمتحدة وكذلك على "جشع" بعض السائرين في الدعوى الذين يظنون ان في استطاعتهم الحصول على تعويضات مالية ضخمة بما ان المدّعى عليهم خليجيون. وقال هؤلاء إن الدعوى التي رُفعت أول من أمس أمام محكمة في واشنطن لن تنجح على الأرجح بسبب "التخبط الكبير" في حيثياتها وربطها مؤسسات وجمعيات خيرية إسلامية بالإرهاب لمجرد تقديمها مساعدات إلى المحتاجين ودعمها قضايا إسلامية يُجمع العالم الإسلامي كله على عدالتها. ووصف محامٍ بارز الدعوى بأنها "تخلط الحابل بالنابل"، خصوصاً عندما تزعم ان علاقة قرابة بين شخصين تقود الى تورط أحدهما في دعم الآخر في الإرهاب، او عندما "تُجرّم" مؤسسة مالية لأن أحد أفراد "القاعدة" تبيّن لاحقاً انه كان يملك حساباً مصرفياً فيها. وقد أقرت العائلات المدعية بصعوبة نجاح الدعوى في المؤتمر الصحافي الذي عقدته بعد تقديم الشكوى أمام المحكمة الخميس. وقالت دينا بيرنت التي قُتل زوجها في الطائرة المخطوفة التي سقطت في بنلسفانيا، انها تعتقد بأن المحكمة ستقبل الدعوى على رغم ضآلة حظوظها. أما المحامي آلان غيرسون الذي عمل مع ذوي ضحايا حادثة طائرة "بان أميركان" فوق لوكربي، فرأى ان الهدف من الدعوى كشف التحويلات المالية المعقّدة التي موّلت هجمات 11 أيلول. ومعلوم ان بعض القائمين على الدعوى شارك في السابق في دعوى قانونية ضخمة أدت الى إفلاس شركات عدة في الولاياتالمتحدة. وإضافة الى قضية تعويض ضحايا "بان أميركان" والتي تُقدّر بملايين الدولارات وربما أكثر من ثلاثة بلايين سيكون على ليبيا دفعها، فإن بعض المحامين في القضية الجديدة شارك في دعاوى رُفعت ضد شركات تبغ ومؤسسات تُقدّم وجبات طعام سريعة. ولم تربط الدعوى الجديدة أياً من المدعى عليهم مباشرة بهجمات 11 أيلول، لكنها اعتبرت ان المدعى عليهم في السعودية والسودان مرتبطون ب"تمويل" عمليات إرهابية، مثل الهجمات التي يُنفذها فلسطينيون ضد الإسرائيليين. ومن بين الذين شملتهم الدعوى المؤلفة من 259 صفحة وكانت في معظمها تجميعاً لمعلومات سبق نشرها وثبت في أحيان كثيرة عدم دقة بعضها: - مؤسسات "البركة" المصرفية: تنقل الدعوى عن تقرير لجهاز الاستخبارات الروسي ان مصرف البركة قدّم مالاً إلى ؤسسة خيرية إسلامية حوّلت بدورها جزءاً من أموال "الزكاة" إلى قادة ميدانيين في الشيشان مثل "خطاب" و"باساييف". كذلك أشارت الى ان المصرف قدّم مساعدات مالية إلى أسامة بن لادن في السودان عام 1983، والى علاقات أصحاب "البركة" بمصرف "الشمال" في السودان و"مصرف الأقصى الإسلامي" الذي زعمت الدعوى ان له علاقة بحركة "حماس" بناء على معلومات إسرائيلية. وأشارت أيضاً الى تقرير لجهاز الاستخبارات البوسني يزعم ان المصرف "ساعد" مؤسسة "الحرمين" الخيرية و"ساعد في تحويل أموال" الى بن لادن. - بنك الشمال: قالت الدعوى ان الحكومة السودانية هي التي أسسته عام 1983 برأسمال 9،3 مليون دولار وان بن لادن ساهم لاحقاً في جزء آخر من مبلغ 50 مليون دولار أُضيفت الى رأس المال بحسب تقرير لوزارة الخارجية الأميركية. - مؤسسة الراجحي: زعمت الدعوى انها المصرف الرئيسي الذي تستخدمه شركات تعمل "واجهات" لتنظيم "القاعدة". - البنك الأهلي التجاري: قالت الدعوى ان بن لادن وتنظيمه "استخدموه"، وان جزءاً من أموال الزكاة حوّل الى منظمة إسلامية يرأسها صهر بن لادن. - دار المال الإسلامي: قالت الدعوى ان أحد أشقاء أسامة حيدر محمد بن لادن هو واحد من 12 عضواً في مجلس إدارة دار المال. - بنك الفيصل الإسلامي: قالت الدعوى ان أعضاء في "القاعدة" كانوا يملكون حسابات فيه. - البركات للصرافة مقرها دبي: لفتت الدعوى الى ان الولاياتالمتحدة جمّدت أصولها بزعم علاقتها بالإرهاب. المؤسسات الخيرية: - مؤسسة الحرمين الإسلامية: أشارت الدعوى الى ان فرعيها في الصومال والبوسنة أُغلقا بزعم علاقتهما بجماعات "إرهابية". - مؤسسة البر الدولية مقرها الولاياتالمتحدة: أشارت الدعوى الى علاقة لبعض مسؤوليها ببن لادن. - منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية: زعمت الدعوى ان فرعها في الفيليبين يرأسه محمد جمال خليفة، صهر بن لادن. - رابطة العالم الإسلامي: زعمت الدعوى ان لها علاقات بأشخاص من "القاعدة" قاتلوا في أفغانستان. - مؤسسة "السار": نقلت الدعوى مزاعم أميركية بإمكان وجود علاقة لها ب"القاعدة". - "صندوق الرابطة" لها علاقة برابطة العالم الإسلامي: يتولى مساعدة باكستانيين نزحوا من بنغلادش. لكن الرئيس بوش وصفها العام الماضي بأنها "إرهابية". - مجموعة بن لادن السعودية: زعمت الدعوى ان أحد المسؤولين عنها طارق بن لادن عمل مشرفاً عاماً على منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية "وهي منظمة خيرية ساعدت القاعدة". - ياسين عبدالله القاضي: لفتت الدعوى الى ان الولاياتالمتحدة جمّدت أموال رجل الاعمال السعودي بزعم دعم "القاعدة" عبر مؤسسة "موفق" الخيرية. وسمّت الدعوى أيضاً "الجمهورية السودانية" وشخصيات سعودية.