مرة اخرى جدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تأكيده رفض المملكة المشاركة في الهجوم الاميركي على العراق ،وان بلاده لن تسمح بنشر قوات اميركية على اراضيها لتوجيه ضربة الى العراق. ويلاحظ ان الأمير سعود الفيصل كرر الرفض للهجوم على العراق ثلاث مرات خلال اقل من اسبوع، ولوسائل اعلام اميركية. وتكرار وسائل الاعلام الاميركية سؤالها لوزير الخارجية السعودي عن مسألة مشاركة السعودية او تعاونها مع الولاياتالمتحدة في هجومها المنتظر على العراق، يشير الى ان الاميركيين غير مصدقين، او لا يريدون ان يصدقوا، ان من الممكن ان تعارض السعودية ضرب العراق، على اساس ان المملكة - بعد الكويت - كانت من اكثر الدول التي تضررت من حرب الخليج التي حدثت بسبب الغزو العراقي للكويت. وتعتقد الاوساط السعودية "ان بعضهم في الولاياتالمتحدة، خصوصاً في وسائل الاعلام يرى ان علاقات الصداقة التاريخية بين الرياضوواشنطن يجب ان تكون علاقات تحالف يستبعد فيه ان تختلف المملكة مع ما تريده الادارة الاميركية، ولو كان حرباً غير مبررة لا تخدم الاوضاع في المنطقة". ويعلق سفير سعودي سابق: "يبدو ان من يسمونهم صقور الادارة يريدون فرض حروبهم ضد الآخرين بصرف النظر عن مواقف حلفائهم واصدقائهم". ويشير الى ان مفهوم الرياض ل"علاقات الصداقة التاريخية مع الولاياتالمتحدة يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وليس التبعية". ولاحظ مراقبون ان وزير الخارجية السعودي في تصريحه الى شبكة "اي.بي.سي" التلفزيونية الاميركية اشار الى غياب ادلة على ان العراق يشكل تهديداً وشيكاً، مؤكداً أنه من دون أدلة فإن المملكة لن تشارك في العمليات العسكرية ضد العراق، الامر الذي فسره بعضهم بوصفه بداية تراجع عن الموقف الحاسم برفض ضرب العراق. لكن مصادر سياسية في الرياض لفتت الى ان الوزير تحدث ايضاً عن تحرك على الجبهة الديبلوماسية، وقبل ذلك تحدث عن تقدم ايجابي في موقف الحكومة العراقية من التعاون مع الاممالمتحدة. وهذا الكلام - الذي يبدو متعمداً من الأمير سعود الفيصل - يبدو ان هدفه تشجيع بغداد على مواصلة ابداء حسن النية تجاه تنفيذ قرارات مجلس الامن واعادة المفتشين الى العراق. ويلاحظ غير مراقب ان وزير الخارجية السعودي يكثر هذه الايام من لقاءاته وتصريحاته الصحافية الى وسائل الاعلام الاميركية، كاشفاً أوجه الاتفاق والخلاف مع واشنطن "والخلاف في رأي السعوديين يجب الا يؤثر سلباً على علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين". وذكرت اوساط اعلامية سعودية ان انفتاح الأمير سعود الفيصل على التحدث الى وسائل الاعلام الاميركية يبدو متعمداً، اذ يأتي بعد التقرير الأميركي "السيئ" الذي وصف السعودية بأنها "عدو للولايات المتحدة" وبأنها "تدعم الارهاب"، وكي توضح المملكة انها تتعاون مع الولاياتالمتحدة في جهودها لمكافحة الارهاب، سلمت واشنطن المعلومات التي حصلت عليها من استجواب 16 سعودياً من اعضاء تنظيم "القاعدة" الذين سلمتهم طهران للرياض. لكن المملكة تختلف مع واشنطن في موضوع الهجوم على العراق، وهذا هو ايضاً موقف معظم حلفاء واشنطن واصدقائها.