أعلن السيد عادل الجبير، مستشار ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ان السعودية تعتزم تغيير نمط احاطة تعاونها مع الولاياتالمتحدة بالسرية. وأكد في مؤتمر صحافي عقده أمس في السفارة السعودية في واشنطن ان الشراكة السعودية - الأميركية "التي بدأت في منتصف التسعينات لمكافحة الإرهاب" تضع الاثنين "في مركب واحد"، وعلى "طاولة مستديرة". وتحدى "حملة الجهل والأكاذيب" ضد السعودية ومحاولات ربطها بالإرهاب، وقال: "نحن لسنا العدو، اننا الضحية" لإرهاب تنظيم "القاعدة"، كما الولاياتالمتحدة. واستنكر هذه الحملة التي "بلغت حدود الكراهية". من جهة أخرى رويترز قال مسؤول اميركي ان بياناً يحمل توقيع "المكتب السياسي لتنظيم قاعدة الجهاد" في شأن تبني عمليتي تفجير الفندق الاسرائيلي في مومباسا كينيا وإطلاق الصاروخ على الطائرة الاسرائيلية "جدير بالتصديق". وقال ان هناك اسباباً متزايدة تدعو الى الاعتقاد بأن "القاعدة" وراء الهجومين. وصرح المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بأن الرقم المسلسل للصاروخ الذي اطلق على الطائرة الاسرائيلية الاسبوع الماضي قريب من رقم صاروخ اطلق على طائرة عسكرية اميركية في السعودية. وقال: "الرقم المسلسل الذي وجد في هجوم فوق قاعدة الامير سلطان الجوية في أيار مايو الماضي قريب في الترتيب من المستخدم في كينيا مما يشير الى انهما جاءا من المصدر نفسه". وأعلنت السلطات السعودية انها تسلّمت من الخرطوم سودانياً اتُهم بإطلاق الصاروخ على الطائرة الأميركية. وعرض الجبير خطوات واجراءات قانونية ومصرفية جديدة اتخذتها الحكومة السعودية لمراقبة الجمعيات الخيرية والمساهمات الخيرية للأفراد "بما يضمن عدم تحويلها إلى غايات إرهابية، ولقتل شعبنا". وقال إن الرياض أبلغت واشنطن بكل الاجراءات. وأضاف: "لقد كنا لكم شركاء في السلام وفي الحرب، وسنبقى شركاء في الحرب على الإرهاب"، ولذلك، تابع الجبير، عرض وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل اقتراحاً على الولاياتالمتحدة ل"توسيع وتعميق العلاقات مع الحكومة الأميركية للتصدي لجبهة الإرهاب". وأكد "أننا نعمل مع الحكومة الأميركية في صدد أفراد... ولقد أعطينا الولاياتالمتحدة أسماء عدة واثباتات، فنحن نعمل معاً ونتقاسم المعلومات، إنما بعيداً عن الأضواء". كما أكد تغيير نمط "عدم الكشف" عن مدى التعاون السعودي - الأميركي، مشيراً إلى أن بعض النواحي يجب أن تبقى سرية "خصوصاً في المجال الاستخباري". وعرض الجبير مختلف الاجراءات التي قامت بها المملكة في مكافحة الإرهاب في السعودية وخارجها، وقال: "لقد عاقبناهم الإرهابيين بكل قسوة". وكشف ان في المملكة الآن 2000 شخص مشتبه بهم يخضعون للاستجواب، وأكثر من 100 معتقل. وقدم تقريراً أفاد بأن ثلاث خلايا لتنظيم "القاعدة" تم تدميرها وتم تجميد 33 حساباً مصرفياً بقيمة 5.5 ملايين دولار. واتهم الجبير "القاعدة" باعتماد سياسة محاولة تدمير العلاقة الأميركية - السعودية، وقال إن المسؤولين الأميركيين الذين تنقل عنهم تصريحات بلا اسماء يساهمون في تحقيق الهدف و"بن لادن يقهقه". وأشاد الجبير بمواقف الرئيس الأميركية جورج بوش من السعودية ومن المسلمين، وتقدم منه "بالشكر والامتنان". وشدد على ان "القاعدة" هي الشبكة الإرهابية التي تشغل السعودية في المقام الأول. ورفض زج موضوع العراق في موضوع الإرهاب، مشدداً على أن مسألة العراق مسألة "نزع سلاح". وأكد أن السعودية "لم تتخذ قرارها الأخير" بالنسبة إلى تقديم التسهيلات العسكرية للولايات المتحدة في حربها على العراق، و"علينا أن ننتظر" استكمال المفتشين عملهم على الساحة. الى ذلك، جاء في البيان الصادر عن "قاعدة الجهاد" والذي نشر على الانترنت: "من نفس المكان الذي ضُرب به التحالف الصليبي اليهودي قبل اربع سنوات، ها هم المجاهدون من تنظيم القاعدة يعودون مرة اخرى ليوجهوا ضربة موجعة لهذا التحالف الغادر"، وذلك في اشارة الى هجومين على السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. وفي صنعاء، أعلن قاض يمني توجيه اتهامات الى 17 شخصاً اعتقلوا للاشتباه في ان لهم صلة ب"القاعدة".