لندن - "الحياة" قالت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ابلغ واشنطن أنه سيرد فوراً على أي هجوم تتعرض له اسرائيل من العراق. واضافت الصحيفة ان شارون بعث برسالته الرابعة في هذا الشأن بعدما تلقى تقريراً استخبارياً في الاسبوع الماضي يرجح حصول ضربة عراقية لإسرائيل بالأسلحة الكيماوية "بعدما بات الهجوم الاميركي على العراق حتمياً". وأشارت الى ان خطاباً أخيراً للرئيس العراقي صدام حسين اشار فيه الى "توجيه ضربات عميقاً داخل اراضي العدو" أقلق المخططين العسكريين الاسرائيليين. وكان العراق اطلق خلال حرب الخليج الثانية 39 صاروخاً من طراز "سكود" على اسرائيل حملت جميعها رؤوسا تقليدية بهدف استدراج رد فعل اسرائيلي وشق التحالف العربي مع الولاياتالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية قوله ان تجربة الوقوف مكتوفي الايدي امام هجمات من هذا النوع لن تتكرر، واضاف "هذه المرة ليس هناك اي تحالف وليس هناك اي فيتو اميركي على رد اسرائيلي". وأكد ضابط اسرائيلي ان سلاح الجو اكمل استعداداته لمثل هذا التحرك، موضحاً أن هناك مهمتين محتملتين للمقاتلات الاسرائيلية احداهما تدمير منصات صواريخ سكود والثانية شن هجمات عميقة داخل الاراضي العراقية. وأشار الى ان المهمتين تعتمدان على معلومات القمر الاصطناعي الاسرائيلي "افق" الذي يمكنه رصد الاستعدادات العراقية لشن هجوم. كما تزمع اسرائيل استخدام منظومة صواريخ "حتس" السهم لاعتراض الصواريخ العراقية والتي تم نشرها شمال تل ابيب لحماية مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي في صحراء النقب. وفي القدس أ ف ب، اعتبر الوزير الاسرائيلي بلا حقيبة ايفي عيتام امس ان قلب النظام العراقي "سيخدم مصالح اسرائيل لأن العراق يشكل خطراً متزايداً علينا". وأكد عيتام، وهو جنرال احتياطي يتزعم الحزب الوطني الديني اليميني المتطرف، للاذاعة الاسرائيلية "اذا تعرضت اسرائيل لأي هجوم غير تقليدي من جانب العراق فسيكون ذلك بمثابة تصعيد غير مقبول". وأشار الى انه خرج بقناعة بعد محادثات اجراها في البنتاغون ان الاميركيين مصممون على قلب نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال: "لقد اجريت محادثات غير رسمية مع مسؤولين كبار في البنتاغون ولدي الشعور ان الاميركيين مصممون على قلب نظام صدام حسين". واضاف "لهذا الغرض هم يبذلون كل ما بوسعهم للجوء الى خيارات متنوعة لكنهم لا يستبعدون الخيار العسكري". وتابع "ان الاميركيين يدركون انه اذا ما توصل هذا النظام الى اقتناء اسلحة دمار شامل فستكون اطاحته ضرباً من المستحيل". وذكرت صحيفة "هآرتس" ان اسرائيل حذرت واشنطن من انها عازمة على الرد على اي هجوم من العراق حتى وان لم يسفر عن ضحايا. واضافت ان الولاياتالمتحدة اخذت علماً بهذا القرار لكنها طلبت من اسرائيل الرد بصورة رمزية على إي هجوم لا يسفر عن اصابات. وأشارت الاذاعة الاسرائيلية من جهتها الى "مساع لإقامة تنسيق اسرائيلي - أميركي متزايد بخصوص المسألة العراقية". من جهته، انتقد وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر انشغال وسائل الاعلام العبرية بالملف العراقي وسارع الى طمأنة الاسرائيليين بأن اجهزة الأمن المختلفة جاهزة تماماً لمواجهة كل السيناريوات المحتملة "وانها لم تكن ذات مرة بمثل هذا المستوى من الجهوزية". وزاد اثناء حديثه لزملائه الوزراء في اجتماع الحكومة الاسبوعي أمس ان لا داعي "للانشغال المكثف" بالموضوع العراقي ودعاهم الى "اتمام الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي تهديد محتمل".