يطرح انشغال وسائل الاعلام العبرية على نحو يعد سابقة بتهويل اخطار الضربة العسكرية الاميركية المتوقعة للعراق، بالنسبة الى اسرائيل والمدنيين، احتمالاً قوياً في شأن سعي الحكومة الاسرائيلية الى صرف النظر عن افلاس سياسة رئيسها ارييل شارون في حربه على الانتفاضة وفي انعاش الاوضاع الاقتصادية المتفاقمة من يوم الى آخر، فضلاً عن حماسة الدولة العبرية للضربة. فالوزير ماتان فلنائي قال لاذاعة الجيش امس ان "التخلص من نظام صدام يخدم المصلحة الاستراتيجية لاسرائيل". وواصلت اوسع الصحف انتشاراً "يديعوت احرونوت" متابعة الملف العراقي على صفحتها الاولى وكتبت ان سلاح الجو الاسرائيلي يعكف على "انعاش خطط ضرب العراق" رداً على أي قصف عراقي محتمل بالصواريخ لبلدات اسرائيلية وان الجيش يعد لنشر بطارية ثانية لصواريخ "حيتس" السهم المضادة لصواريخ ارض ارض في مناطق الوسط. واكدت ان البطارية الاولى نشرت قبل فترة في منطقة تل ابيب، وهي "في حال استنفار تام على مدار الساعة". ونشرت الصحيفة صورة كبيرة لمنظومة الرادار الخاصة بصواريخ "حيتس" في قاعدة سلاح الجو. وزادت ان ثمة خططاً جاهزة لدى الجيش للرد على هجوم عراقي صاروخي، تستند الى "ضرب اهداف حساسة ومنصات اطلاق الصواريخ العراقية" وذكرت بابلاغ شارون الادارة الأميركية ان الدولة العبرية سترد بقوة في حال تعرضت للقصف. ونقلت عن اوساط عسكرية رفيعة المستوى ان صواريخ "حيتس" "ليست قادرة على حماية الاجواء الاسرائيلية كلها، وليس اكيداً ان تتمكن من التصدي للصواريخ العراقية كافة". وقال وزير العلوم نائب رئيس اركان الجيش السابق ماتان فلنائي ان على اسرائيل ان تكون مستعدة لمواجهة "التهديدات العراقية" مضيفاً انها "ستتخذ الخطوات اللازمة في حال بدء الهجوم الاميركي على العراق". وكرر وزير الدفاع ابان حرب الخليج موشي ارينز دعوته الى ضرب العراق في حال قصف اسرائيل بصواريخ، معتبراً ان عدم الرد على صواريخ "سكود" العراقية التي اصابت بلدات اسرائيلية خلال الحرب كان خطأ يجب منع تكراره. وقال للاذاعة العبرية امس: "اخطأنا لاننا لم نرد وكنا جاهزين لذلك، وأقرت الحكومة خطة العمل التي قدمتها قيادة الجيش ولو نفذناها لمنعنا اطلاق الصواريخ". وزاد ان احداً لا يفكر الآن في "ان نجلس مكتوفي الايدي في حال تعرضنا لهجوم على رغم ان الاحتمال لذلك ضئيل". وقال ضابط الكليات العسكرية الجنرال عاموس يادلين ان "تطوير صواريخ ارض ارض واسلحة الدمار الشامل في العراق وغيره من الدول الاكثر تطرفاً يحتم على اسرائيل معاودة النظر في المبادئ التي تقوم عليها سياسة الامن القومي". وكتبت صحيفة "معاريف" التي افردت عدداً من صفحاتها للموضوع العراقي، ان قيادة الجيش اعدت خطة لكل طارئ و"درست اسوأ السيناريوات" وقال الخبير في شؤون الارهاب البروفيسور ارييل مراري للصحيفة ان العراق في حال قرر قصف اسرائيل بالصواريخ سيستهدف مراكز المدن الكبرى، مضيفاً انه يتمنى على اقطاب الدولة العبرية عدم الرد "في صورة حادة" على قصف عراقي يوقع عدداً محدوداً من القتلى. ولفت المحرر السياسي جيمي شلييف الى غياب خطة عسكرية اميركية "تضمن القضاء على صدام حسين" مضيفاً ان وجود قوات اميركية في عاصمة عربية، قد يشعل الشارع العربي من الخليج الى المغرب، ويقود الى حرب شاملة "فالحديث محوره مجازفة مصيرية واللعبة بالنسبة الينا هي الحياة أو الموت".