رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان هجوما اميركيا "ناجحاً" على العراق من شأنه ان يسقط الخيار العسكري للعرب ويدفعهم الى القبول ب"حلول وسط". واجرى شارون امس محادثات امس مع نائب وزير الدفاع الاميركي. أجرى نائب وزير الدفاع الاميركي داغلاس فيث محادثات مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز تناولت الحرب الاميركية المتوقعة على العراق الى جانب التحضير لاجراء تدريبات عسكرية اميركية - اسرائيلية مشتركة لاختبار قدرة نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي المسنود بصواريخ مضادة للصواريخ البالستية في الاسابيع القليلة المقبلة. وجرت اللقاءات التي شارك فيها كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي خلال زيارة فيث الى اسرائيل امس ليوم واحد والتي لم يعلن عنها مسبقا. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان شارون التقى فيث امس وبحثا معا "الحملة" الاميركية المحتملة على العراق، واشارت الى ان لقاء فيث - موفاز سيتناول بحث التمرين الاسرائيلي - الاميركي المشترك الذي سيجرى في الشهر المقبل لنظام الدفاع التابع لسلاح الجو الاسرائيلي وبطاريتي صورايخ من طراز "باتريوت" المتطورة "باك 2" اللتين وصلتا الى ميناء حيفا اول من امس على متن سفينة تابعة للاسطول البحري الاميركي ارسلتها قيادة الجيش الاميركي في اوروبا. وكانت مصادر صحافية اسرائيلية اشارت الى ان هاتين البطاريتين أحدث من البطاريات التي بحوزة اسرائيل حاليا والتي كانت الولاياتالمتحدة ارسلتها الى تل ابيب إبان حرب الخليج الثانية في العام 1991. وذكرت المصادر ذاتها ان "نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي سيعزز ايضا بسفينة إنذار مبكر من طراز "اي اف جي اي اس" تابعة للاسطول الاميركي وبمعلومات يزودها بها القمر الاصطناعي الاميركي الذي يدور في مدار ثابت فوق منطقة الشرق الاوسط". وستتمكن اسرائيل بذلك من الحصول على انذار مبكر قبل سقوط أي صاروخ قد يطلقه العراق بحوالى خمس دقائق على الاقل، فيما كانت الانظمة السابقة تمنح اسرائيل انذارا مبكرا لا يزيد على ثلاث دقائق. وذكرت الصحف الاسرائيلية ان الولاياتالمتحدة تخطط لنشر أنظمة دفاع جوية في عدد من دول الشرق الاوسط اضافة الى اسرائيل. وأوضحت مصادر اسرائيلية ان واشنطن تبذل قصارى جهدها لمنع اسرائيل من الرد على هجوم عراقي عليها كي لا يتم خلط الاوراق وتعقيد العملية العسكرية الاميركية ضد الدولة العربية. وتزامن وصول فيث الى الدولة العبرية مع تصريحات نقلت عن شارون وردت في احاديث مغلقة قال فيها ان "هجوماً ناجحاً على العراق من شأنه ان يولد زخماً جديداً للمسيرة السياسية في المنطقة". وذكر المحلل العسكري الاسرائيلي في صحيفة "هآرتس" ان شارون قال انه "في حال اسقط العرب الخيار العسكري فإن من الممكن ان يقبلوا بحلول وسط وبالمفاوضات". ورأى شارون ان الاختلاف الرئيسي بين الحرب الاميركية المرتقبة على العراق والحرب في افغانستان هو انه لا يوجد مرشحون واضحون لخلافة صدام حسين في بغداد بينما كان "تحالف الشمال" مستعداً لتولي الحكم في كابول فور سقوط "طالبان". وحسب رأي شارون فإنه لن يكون بمقدور الاكراد القيام بهذه المهمة بناء على سلسلة خيبات الأمل التي تلقوها في الماضي. وتوقع رئيس الوزراء الاسرائيلي ان يكون الهجوم الاميركي على العراق "عملية عسكرية متدحرجة تبدأ بهجوم سريع على الصحراء الغربية في العراق". وقال ان العراقيين سيحاولون استدراج القوات الاميركية الى حرب "مدن" وان بامكان واشنطن تلافي ذلك من خلال العمل "على الساحة الداخلية" العراقية لحمل صدام على الفرار من العراق، كذلك من خلال "حرب نفسية" تحمل القادة العسكريين العراقيين على الهرب والامتناع عن القتال. ونقل عن شارون قوله انه تعهد ب"التشاور" مع واشنطن و"لكن اسرائيل ستدافع عن نفسها في حال تعرضت الى خطر وجودي". الى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ان مسؤولا اميركيا رفيع المستوى تعهد للجانب الاسرائيلي بالرد على العراق في حال استخدامه اسلحة غير تقليدية ضد اسرائيل اثناء الحرب الأميركية عليه، وان الاخيرة ستستخدم ايضا الاسلحة النووية ضد العراق. وفي السياق ذاته، اعلن رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي ومسؤول جهاز الاستخبارات الاسرائيلية السابق افرايم هليفي امس ان عام 2003 "سيكون عام الحسم على الساحتين العراقية والفلسطينية".