لندن - "الحياة"، رويترز - صرح النائب العمالي البريطاني جورج غالواي لصحيفة "ميل اون صنداي" امس ان الرئيس العراقي اكد استعداده للسماح بدخول مفتشي الاسلحة الى بلاده "بدون اي عراقيل" لكن الخارجية البريطانية اعتبرت ان الوعود وحدها لا تكفي وان العبرة في التنفيذ. وروى غالواي وهو من أشد المعارضين البريطانيين لشن حرب على العراق تفاصيل لقاء مع الرئيس العراقي استمر ساعة ونصف ساعة الخميس الماضي في مكان محصن سري تحت الارض عميق جداً اذ بقي عشرين ثانية كما قال في المصعد اثناء نزوله اليه. ونقل عن الرئيس العراقي قوله له انه "يوافق على كل قرارات مجلس الامن ذات الصلة بالعراق وسيطبقها" وانه سيسمح "من دون اي عراقيل" بوصول مفتشي الاممالمتحدة الى المواقع التي منعوا من الوصول اليها من قبل. وقال الرئيس العراقي "عندما قال رئيس وزراء بريطانيا توني بلير انه يعرف ان العراق ينتج اسلحة دمار شامل قلنا له: رجاء ارسل خبراءك الان الى الاماكن التي تعتقد ان ذلك يحصل فيها، فتقنيات التفتيش تستطيع ان تكشف الحقيقة... ولا يمكن اخفاء مثل هذا الامر عن الخبراء". وقال صدام لغالواي "اذا قدموا فسنكون على اهبة الاستعداد. سنقاتلهم في الشوارع ومن سطوح المنازل ومن بيت الى بيت ولن نستسلم ابداً"، في كلام مشابه لما قاله ونستون تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية بعد سقوط فرنسا بأيدي النازيين. وفي ما قالت الصحيفة انه محاولة لدعم المعارضة البريطانية ضد التدخل في العراق اكد الرئيس حسين ان "العراق لم يكن ابداً ضد بريطانيا ولا ضد مصالحها ولا نعرف لماذا انقلبتم ضدنا اكثر من اي دولة اوروبية اخرى. في الواقع نحن نمثل طرفاً مفيداً جداً للمصالح البريطانية في العالم العربي". وقال غالوي "اعتقد ان الحركة المناهضة للحرب تتزايد في بريطانيا والرسالة التي سأنقلها لبلادي من صدام ستشجعها. وصدام فهم بشكل واضح انه لا بد من رؤية العراق يقطع هذا الميل الديبلوماسي الاضافي وقد وعد بان يفعل ذلك". وقد اعربت شخصيات بريطانية عدة أخيراً عن رفضها مهاجمة العراق، من بينها مايكل كينلان المسؤول السابق في وزارة الدفاع الذي وصف مثل هذا الهجوم المحتمل بأنه "رهان عديم الجدوى ومحفوف بالمخاطر". كما اكد رئيس السن في مجلس العموم العمالي تام دالييل ورئيس هيئة اركان الجيوش السابق ادوين برامال ووزير الخارجية السابق دوغلاس هيرد عن معارضتهما انضمام بريطانيا الى هجوم اميركي على بغداد. وتعليقاً على التقرير قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "هذا لا يغير في الامر شيئاً. صدام يعرف تماماً ما يجب عمله وهو الالتزام بقرارات مجلس الامن. الكرة في ملعبه". واضاف المتحدث: "لم يتخذ قرار بالتحرك عسكرياً. لكننا متفقون مع الولاياتالمتحدة في الاصرار على التصدي لتهديد اسلحة الدمار الشامل".