بغداد، لندن - أ ف ب - نقلت الصحف العراقية أمس عن الرئيس صدام حسين دعوته المسؤولين المختصين بشؤون التصنيع العسكري إلى تكثيف جهودهم في هذا المجال. وقال صدام: "لا يكفي ان نشرع الأسلحة في وجه الاعداء كي ننتصر عليهم، بل يجب ان نشرع كل الامكانيات لنوفر عمقاً حيوياً لسلاح ليفعل فعله في ميدانه بصورة مطمئنة الى أن النصر أكيد وهزيمة الاعداء اكيدة". وجاء حديث صدام خلال ترؤسه اجتماعاً ضم وزيري التصنيع العسكري عبدالتواب الملا حويش والنفط الفريق عامر رشيد وعدداً من المختصين بشؤون التصنيع العسكري. وكان الرئيس العراقي عقد اجتماعا الثلثاء مع مسؤولي التصنيع العسكري كما رأس الاربعاء اجتماعاً ضم قائد الدفاع الجوي وعدداً من الاساتذة والفنيين في اختصاصات مختلفة. وتستمر مواجهات شبه يومية بين العراق والطيران الاميركي والبريطاني الذي يتولى فرض منطقتي الحظر الجوي في شمال البلد وجنوبه. واوقعت هجمات للطائرات 159 قتيلاً منذ كانون الأول ديسمبر 1998 بحسب حصيلة اعدتها وكالة "فرانس برس" استناداً إلى بيانات رسمية عراقية. رحلة غالواي على صعيد آخر، أعلن النائب العمالي البريطاني جورج غالواي مساء الاربعاء ان رحلة جوية إنسانية كان مفترضاً أن تنطلق غداً من لندن الى بغداد، ارجئت الى موعد غير محدد بسبب شروط فرضتها الأممالمتحدة في اللحظة الأخيرة. واتهم غالواي. الذي يشن حملة منذ سنوات لرفع العقوبات عن العراق، لجنة العقوبات بأنها "قضت عمداً" على مشروعه، وفرضت سلسلة من الشروط التقنية للسماح بالرحلة، لا سيما معرفة دوافع ركاب الطائرة، ومنحه مهلة ثلاث ساعات فقط لتحقيق ذلك. يذكر ان العراق يخضع لحظر جوي شامل، وكل رحلة انسانية يجب ان تحصل على اذن خاص من اللجنة. وكان غالواي ينوي اصطحاب 207 أشخاص معه الى العراق، بينهم صحافيون وعاملون في المجال الإنساني وأطباء وناشطون معارضون للعقوبات، ونقل تجهيزات طبية بقيمة 247 ألف يورو. لكن وزارة الخارجية البريطانية عارضت المشروع معتبرة انه "مجرد دعاية" لصدام. ووافق النائب الاثنين الماضي على خفض عدد الركاب الى 29 كما كانت تطالب الوزارة فرفعت معارضتها للمشروع. وحمل الاربعاء على وزارة الصناعة، معتبراً أنها تعارض تضمين حمولة الطائرة لقاحات ضد التيفوئيد، بحجة ان العراق قد يستخدمها في صنع اسلحة جرثومية. وانتقدت الخارجية بشدة موقف النائب، وأعلنت ان "قرار غالواي إلغاء الرحلة مناورة لئيمة، وكثيرون من الناس سيعتبرون انه حاول فقط القيام بدعاية". وأوضح غالواي ان التجهيزات الطبية التي كانت ستشحن جواً إلى العراق، ستنقل بشاحنات من الأردن.