نفت وزارة الخارجية التركية معلومات عن حشود عسكرية اميركية على الحدود العراقية - التركية، ووصول أعداد كبيرة من الجنود الاميركيين الى قاعدة انجرليك. فيما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" ما وصفته ب"وثيقة" عسكرية اميركية ترسم الخطوط العامة لهجوم على العراق من ثلاث جبهات. في الوقت ذاته تجددت الاشتباكات مع اسلاميين "متشددين" في شمال العراق، وافيد عن سقوط قتلى. نفى الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حسين دري اوز معلومات صحافية اشارت الى حشود عسكرية اميركية على الحدود العراقية التركية، ووصول اعداد كبيرة من الجنود الاميركيين الى قاعدة انجرليك جنوب شرقي تركيا. وأكدت مصادر تركية مطلعة ل"الحياة" ان انقرة لا تشك في عزم ادارة الرئيس جورج بوش على احداث تغيير في العراق، قد يكون من خلال عملية عسكرية، واعتبرت ان ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" لم يأت بجديد، إذ أن أنقرة أكدت لواشنطن أنها ستقدم الدعم اللوجستي لمثل تلك العملية في مقابل شروط اتفق على بعضها ولا يزال التفاوض على شروط اخرى مستمراً. وزادت المصادر انه في حال تنفيذ عملية برية في العراق فان جنوبه وغربه هما المنطقتان الاساسيتان للاختراق، لان شماله في يد المعارضة. لكن المصادر اشارت الى جولة الحوار بين بغداد والامم المتحدة في شأن عودة المفتشين ومستقبل العقوبات مؤكدة ضرورة الافساح في المجال لهذه المفاوضات وعدم التأثير عليها باطلاق السيناريوات العسكرية، لان تسوية الخلافات بين بغداد والامم المتحدة قد تجنب العالم الخيار العسكري ضد العراق. ووصفت مصادر تركية اخرى ما اوردته "نيويورك تايمز" عن الخطوط العامة لهجوم اميركي على العراق من ثلاث جبهات، بأنه يأتي في اطار "الحرب النفسية" ضد هذا البلد، من أجل التأثير في قياداته العسكرية والدفع باحتمال وقوع انقلاب عسكري يطيح الرئيس صدام حسين ويجنب واشنطن مشقة الحرب. عشرات الآلاف وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت وثيقة عسكرية اميركية ترسم الخطوط العامة لهجوم جوي وبحري وبري على العراق من ثلاث جبهات. ونقلت عن مصدر اطلع على الوثيقة انها تشير الى مشاركة عشرات الآلاف من الجنود الاميركيين بمن فيهم "المارينز" في الهجوم انطلاقاً من الكويت، على ان يتزامن ذلك مع هجوم جوي شامل من قواعد في ثماني دول قد تكون بينها تركيا وقطر. وأشار المصدر الى ان الوثيقة التي وضعها مقر القيادة المركزية في تامبا ولاية فلوريدا تشدد على ان الهجوم الجوي سيستهدف آلاف المواقع، وبينها المطارات وشبكات الطرق ومراكز الاتصال العراقية المتطورة، المعتمدة على خطوط الالياف الضوئية. ويترافق الهجوم ايضاً مع ضربات توجهها القوات الخاصة او مجموعات الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي الى المختبرات والمصانع التي تشتبه واشنطن في انها تشكل برنامج العراق لانتاج اسلحة الدمار الشامل، اضافة الى بطاريات الصواريخ التي قد تستعمل لايصالها. وقال مسؤولون اميركيون ان الدول التي حددتها الوثيقة منطلقاً للحملة لم تستشر رسمياً بعد حول دورها في هذه الحملة، واعتبر المصدر المطلع ان الوثيقة المدونة قبل شهرين تكشف مدى تقدم التخطيط العسكري للحرب المحتملة على العراق، على رغم تأكيدات الرئيس جورج بوش بعدم وجود خطة مفصلة. الاشتباكات على صعيد آخر، علمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الاشتباكات تجددت بين جماعة "انصار الإسلام" والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في شمال العراق. وأشارت المصادر الى سقوط قتلى في آخر ج ولة بدأت ليل الاربعاء - الخميس في مناطق حلبجة وسيروان، ونقلت عن الجماعة التي توصف بالتشدد ان القتلى بالعشرات، فيما قدر "الاتحاد" عددهم بسبعة. وتابعت ان مقاتلي "انصار الاسلام" سيطروا على شيروان في محافظة السليمانية لفترة، ثم انسحبوا، علماً ان معقلهم في منطقتي طويلة وبيارة الجبليتين على الحدود العراقية - الايرانية. وتشير احزاب كردية بأصابع الاتهام الى الجماعة بوصفها "في مقدم الجهات التي قد تكون متورطة بموجة تفجيرات" في شمال العراق، آخرها وقع في حديقة عامة في اربيل الخاضعة لنفوذ الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني. ويحاول "الاتحاد الاسلامي الكردستاني" التوسط بين الجماعة وحزب طالباني، ويرى ان "لا وجود لجبهة اسلامية في كردستان او ما يسمى الآن معركة بين الاسلام والكفر".