علم ان المعارك في شمال العراق بين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وحزب العمال الكردستاني تجددت بضراوة ليل السبت - الاحد. واكدت مصادر في "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض ان طهران وافقت على فتح المؤتمر مكتباً في العاصمة الايرانية، علماً ان هذه الخطوة ستتم بتمويل اميركي، في اطار تعهّد ادارة الرئيس بيل كلينتون صرف اربعة ملايين دولار بحلول نهاية السنة، كي تُنفق على النشاطات الاعلامية والسياسية للمؤتمر. واعتبرت مصادر اخرى في المعارضة العراقية ان موافقة طهران على استضافة المكتب "تندرج في سياق غزل اميركي - ايراني"، مشيرة الى ان "تنسيقاً ما بين واشنطنوطهران سيكون لمصلحة المعارضة". وابلغ مصدر قيادي في المؤتمر "الحياة" ان انفاق الادارة الاميركية مبلغ الاربعة ملايين دولار لا يرتبط بأي شرط، كتنفيذ الفصائل المنضوية في المؤتمر عمليات داخل العراق. وشدد على ان المحادثات التي أُجريت في لندن قبل ايام مع المنسق الاميركي لنشاطات المعارضة العراقية فرانك ريتشياردوني لم تتطرق من بعيد او قريب الى اي نشاط عسكري للمعارضة في الداخل. ورفض اتهامات توجه الى بعض التنظيمات بفتح قنوات اتصال لتطبيع العلاقات مع نظام الرئيس صدام حسين. وكانت صحيفة "صنداي تايمز" افادت امس ان واشنطن وافقت على منح "المؤتمر الوطني العراقي" اربعة ملايين دولار في اطار اتفاق تم التوصل اليه بعد خمسة ايام من المفاوضات في لندن، يسمح للمعارضين بأن يستأنفوا عمليات داخل العراق للمرة الاولى منذ ست سنوات، ويفتحوا مكاتب في واشنطنوطهران وكردستان العراق. واكدت ان الاميركيين التزموا تمويل فتح مكتب للمؤتمر في طهران، مشيرة الى ان الائتلاف المعارض "يأمل باستخدام ايران كقاعدة للتسلل الى جنوبالعراق، بالاضافة الى العمل داخل كردستان". ونقلت عن مصادر في المؤتمر ان هناك نيّة ل"تنفيذ عمليات في العراق تهدف الى بناء الدعم للديموقراطية ومساعدة المعارضة في الداخل وتقديم مساعدات اغاثة انسانية". على صعيد الوضع في شمال العراق، اكدت مصادر كردية ان طالباني اتخذ قراراً بإخراج مقاتلي حزب العمال من مناطق الاتحاد الوطني الكردستاني "بأي ثمن"، فيما أبلغ مصدر قيادي في حزب طالباني "الحياة" ان القتال بين الطرفين تجدد بضراوة، موضحاً ان عدد القتلى في صفوف حزبه بلغ ثلاثين. واتهم حزب العمال بدفع 1500 مقاتل في "هجوم جديد قرب الحدود مع ايران، يستهدف قرى تابعة لقلعة دزه". وكرر اتهام بغداد ب"تحريض" عناصر "الكردستاني"، وبحشد قوات على خطوط التماس مع المناطق الخاضعة لسيطرة طالباني. وأقرّ بأن انقرة كانت وجّّهت "تهديدات" الى الاتحاد ولوّحت بتدخل عسكري اذا لم يخرِج طالباني حزب العمال من شمال العراق.