قال الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ل"الحياة" إن حزبه على علم بالحشود العسكرية العراقيةجنوب السليمانية، وان لديه معلومات تفيد بأن بغداد أعدت خطة عسكرية لدهم كردستان العراق في عملية تسمى "القصاص العادل"، ولكنه أشار إلى أن موعد هذه العملية غير معروف. غير أنه استبعد احتمال قيام القوات العراقية بهذا الهجوم قريباً، قائلاً إن الرئيس العراقي على علم بأن ثمن مثل هذه العملية سيكون غالياً، لأنه سيقابل برد عسكري أميركي. وجاءت زيارة طالباني لأنقرة الثلثاء الماضي بعد غياب استمر عاماً ونصف عام، ساده التوتر في العلاقات بين الطرفين، إلا أن دعوة أنقرة المفاجئة له هذه المرة وحفاوة استقباله شكلت بداية جديدة للعلاقات. وقالت مصادر مطلعة إن طالباني لم يقابل، للمرة الأولى، بالانتقاد أو العتاب أو الاتهام بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني، بل على العكس لقي شكراً من السلطات التركية على حسن تعاونه معها والتزامه وعده بطرد جميع عناصر الحزب الكردستاني من مناطقه. واعتبرت الزيارة محاولة جديدة من أنقرة للموازنة بين علاقاتها مع طالباني وغريمه مسعود بارزاني، في إشارة إلى الثاني ليلتزم حماية التركمان في مناطقه، خصوصاً أنهم يتعرضون لهجمات مسلحة من وقت لآخر أدت إلى مقتل قياديين في صفوفهم. واتهمت أنقرة بارزاني بغض الطرف عن هذه الهجمات بإيعاز من بغداد، وذلك في وقت يتمتع طالباني بعلاقات جيدة مع التركمان الذين دعوه إلى مأدبة غداء خلال وجوده في أنقرة. وقال طالباني ل"الحياة" إنه طلب من المسؤولين الأتراك المساواة في المعاملة مع الحزب الديموقراطي بزعامة بارزاني وفتح ممر حدودي خاص بين تركيا وشمال العراق يسيطر عليه حزبه على غرار بوابة الخابور التي يسيطر عليها حزب بارزاني. وذكرت مصادر أمنية تركية أن أنقرة راضية عن مستوى التعاون الأمني مع طالباني، وعن عمل قوى متابعة حفظ السلام التي يترأسها ضابط تركي في مركزها الجديد في كويسنجق، وعن فعالية الحزام الأمني الذي شكله "بشمركة" طالباني عند جبل قنديل لمنع تسلل عناصر "الكردستاني" إليها عبر إيران. وأوضحت هذه المصادر ان طالباني حمل رسالة من "الكردستاني" إلى أنقرة أكد فيها استعداد عناصر الحزب لترك السلاح في حال حصلوا على وعد بعدم المساس بهم ومنحهم عفواً عاماً. وعن مستقبل الوضع في شمال العراق، قال طالباني ل"الحياة" إن استقرار الوضع في الشمال وفي العراق ككل "مرتبط بقدوم حكومة عراقية ديموقراطية وانتهاء عهد الحزب الواحد".