لندن - "الحياة" - عقد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر في لندن الاربعاء سلسلة من الاجتماعات مع الزعماء البريطانيين حول سبل تحقيق تقدم في حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وانهاء الأزمة الخطيرة في الأراضي الفلسطينية في ضوء رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش للسلام في الشرق الأوسط. وقالت مصادر ديبلوماسية بريطانية ان ماهر التقى كلاً من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير خارجيته جاك سترو واللورد ليفي مبعوث بلير للشرق الأوسط وذلك في اجتماعات منفصلة بعد وصوله الى لندن أمس في زيارة سريعة لبريطانيا. وحمل ماهر رسالة من الرئيس حسني مبارك الى بلير حول موقف مصر من تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط خصوصاً بعد خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش. وقالت مصادر وزارة الخارجية البريطانية ان "بريطانيا صديقة للشعب الفلسطيني مثل مصر وتشاركها في ضرورة العمل للتوصل الى تسوية سلمية عادلة في المنطقة". الا انها قالت ايضاً ان بريطانيا صديقة أيضاً لاسرائيل. وتشارك بريطانيا مصر أيضاً القلق من الأوضاع المتردية في الأراضي الفلسطينية كذلك من الالتزام بتحقيق تقدم ينهي دائرة العنف ويؤدي الى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً الى جنب مع دولة اسرائيل، كما تقول هذه المصادر. وعن وضع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كررت وزارة الخارجية البريطانية موقفها الذي يؤكد انها ستستمر في التعامل مع الرئيس الفلسطيني ومع الزعماء الفلسطينيين المنتخبين من الشعب الفلسطيني. وعقد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المختص بالشرق الأوسط مايكل أوبراين أول من أمس اجتماعاً في رام الله مع عرفات لابلاغه "رسالة صارمة" من الحكومة البريطانية على ضرورة اصلاح السلطة الفلسطينية والعمل على "وقف العنف" وادخال اصلاحات أمنية وتهيئة الظروف المناسبة لقيام هذه الدولة الفلسطينية القابلة للبقاء والنمو. كذلك أوضح أوبراين، كما تقول وزارة الخارجية البريطانية، ان لندن "خاب أملها في عرفات لأنه خيّب آمال الشعب الفلسطيني". وفي الوقت نفسه قالت مصادر الخارجية البريطانية ان محادثات ماهر في لندن تأتي في اطار الاتصالات الوثيقة والدورية بين بريطانيا ومصر، لأن القاهرة "لاعب رئيسي في الشرق الأوسط ولها صوت مهم في المنطقة". وتأتي زيارة ماهر الى لندن بعد فترة قصيرة من الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك الى العاصمة البريطانية والتقى خلالها بلير قبل سفره الى واشنطن للقاء الرئيس بوش في كامب ديفيد.