لندن - "الحياة" - اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس في مجلس العموم البريطاني انه دعا مسؤولين فلسطينيين للمجيء الى لندن السنة المقبلة "للبحث في الاصلاحات في السلطة الفلسطينية" في سياق عملية السلام المتوقفة في الشرق الاوسط. وقال انه يود ان يرى كيف يمكن ان يساعد المجتمع الدولي في دفع عملية السلام، لكنه لم يعط تفاصيل أخرى ولم يعلن اسماء من وجهت دعوات اليهم. وتابع قائلاً: "ان من مصلحة كل من الفلسطينيين والاسرائيليين ان تنجح هذه الاصلاحات لكي نحول الى واقع رؤية الرئيس جورج بوش لدولتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً الى جنب في سلام وأمن". وقال ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو سيرأس الاجتماعات التي ستخصص لمناقشة الاصلاحات الفلسطينية وانه هو بلير سيحضر الاجتماعات. وقالت مصادر في وزارة الخارجية البريطانية ان "اسرائيل لن تدعى الى الاجتماع الفلسطيني الذي دعا اليه بلير، كون هذا الاجتماع يختص فقط بموضوع الاصلاحيات الفلسطينية وبسبب العملية الانتخابية في اسرائيل الشهر المقبل". وأضافت: "لكن بريطانيا ستبلغ اسرائيل بنتائج الاجتماع وستشارك معها انطباعاتها في هذا الأمر". وأوضحت ان بريطانيا طلبت من الرئيس ياسر عرفات ان يختار ممثلي السلطة الفلسطينية في الاجتماع، لافتة الى ان بريطانيا ستوجه الدعوة أيضاً الى شخصيات بارزة من المجتمع المدني الفلسطيني، كما سيحضر ممثلون عن "اللجنة الرباعية" الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن. وأعلن وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات ا ف ب ان الرئيس عرفات تسلم رسالة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مساء امس سلمها له القنصل البريطاني العام في القدس جيفري ادمز. وأكد عريقات ان الرئيس الفلسطيني قبل الدعوة وسيشكل وفدا يرسله الى لندن الشهر المقبل. وأشار مراقبون في لندن الى فشل اقتراح سابق لرئيس الوزراء البريطاني لعقد مؤتمر في بريطانيا يشمل مفاوضات نهائية بين الفلسطينيين واسرائيل قبل نهاية العام الجاري. ورأوا ان اقتراح بلير الجديد يتماهى مع موقف اسرائيل والولاياتالمتحدة المطالب بتغيير القيادة الفلسطينية، بدل مطالبة الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون باتباع خيار سياسي، بدل خيارها العسكري، لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين. وكان اقتراح بلير السابق استضافة مفاوضات نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل نهاية العام الجاري فسر بأنه محاولة لاسترضاء اعضاء البرلمان المعارضين لحماسته للمشاركة في حرب أميركية على العراق بدل ايجاد حل للصراع العربي - الاسرائيلي الذي يعتبر المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في المنطقة.