تحركت وساطات أجنبية وعربية لاحتواء أي تصعيد للأزمة بين المغرب واسبانيا بعد احتلال الأخيرة لجزيرة ليلى برخيل حسب التسمية الاسبانية. وفيما اعلنت السعودية دعمها للمغرب في هذه الأزمة، وبدأت الرباط تحركاً لشرح موقفها، أعلنت مدريد اهتمامها بإبقاء العلاقات جيدة مع المغرب و"ابقاء الاتصالات الفردية مع السلطات المغربية". تفاصيل ص 6. وقالت مصادر رسمية في الرباط ان وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى قد يزور باريس اليوم، حاملاً رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الرئيس جاك شيراك تناول تطورات الموقف. وواصلت السفيرة الأميركية في الرباط مارغريت تاتويلر مشاوراتها لاكتمال مبادرة طرحت ليلة الاجتياح الاسباني للجزيرة، على أساس إبقائها خالية من أي وجود عسكري. وأكد المسعى الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر باعلانه أول من أمس ان واشنطن "تحاول مساعدة المغرب واسبانيا البلدين الصديقين على التوصل الى تسوية سلمية". وأعلن ان وزير الخارجية الأميركي كولن باول أجرى اتصالات مع نظيريه المغربي والاسباني حول الموضوع، وعقد بن عيسى أمس اجتماعاً مع أمين اللجنة الشعبية وزير الليبي للاتصال الخارجي السيد عبدالرحمن شلقم الذي بدأ زيارة للمغرب تقوده لاحقاً الى مدريد. وأعرب شلقم عن أمله "بأن يتم التوصل الى كلمة سواء تحفظ الحقوق وتجنب أي احتمال للتصعيد في منطقة حوض البحر المتوسط". وفيما ارتفعت الردود الغاضبة في الشارع المغربي، واعتصم نشطاء حقوقيون أمام مقرات السفارة والقنصليات الاسبانية في الرباط وتطوان وطنجة احتجاجاً على الاحتلال الاسباني لجزيرة ليلى، بدا ان المسؤولين المغاربة يرغبون بإفساح المجال أمام التحركات الديبلوماسية. وفي مدريد رويترز، أ ف ب قال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار ان اسبانيا "مهتمة جداً باستئناف العلاقات الجيدة مع المغرب. نريد العودة الى الوضع الذي كان قائماً قبل 11 تموز يوليو". واعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاسيو ان بلادها التي عززت وجودها العسكري في الجزيرة ب75 جندياً من القوات الخاصة "ستنسحب من الجزيرة فور الحصول على ضمانات من الرباط لاحترام وضعها المحايد"، مشيرة الى "أن التزاماً من الملك محمد السادس يكفي" في هذا الصدد.