واشنطن، بيرث استراليا - رويترز، أ ف ب - حمل عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري ديموقراطي المرشح المحتمل لحزبه في انتخابات الرئاسة عام 2004، على سياسات الرئيس جورج بوش في المنطقة، واصفاً اياها بأنها "تصرفات هواة"، فيما أبدى رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد تحفظاً عن دعم غير مشروط لأي هجوم أميركي على العراق، مؤكداً أن بلاده لن تعطي "صكاً على بياض" لأي التزام عسكري. واعتبر كيري أن الحملة الكلامية لإدارة بوش على بغداد "خطأ جسيم"، مشككاً في نقاط استراتيجية تتعلق بالحرب على أفغانستان. وزاد أن الإدارة الحالية فشلت أحياناً كثيرة في فتح حوار مع حكومات وفي صنع دور عالمي للولايات المتحدة. وفي لقاء مع محرري وكالة "رويترز" ومراسليها، قال كيري إن الإدارة "تصرفت بطريقة خرقاء وعشوائية على كثير من جبهات السياسة الخارجية". وكان كيري من أوائل الديموقراطيين الذين خرجوا على موقف حزبه في عدم انتقاد السياسة الخارجية لبوش بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر، وأعرب عن اعتقاده بأن الصراعات في الإدارة مسؤولة جزئياً على الأقل عن الاشارات المتضاربة الموجهة إلى إسرائيل والفلسطينيين. وزاد: "انه عرض لا يصدق للتصرف بأسلوب الهواة والسبب عدم وجود المسؤولية في يد شخص واحد. إنه لا يسمح لكولن باول بأن يكون وزيراً للخارجية. إنهم يقيدونه". وشكك في جدوى الرسالة المتشددة الموجهة إلى الرئيس صدام حسين الذي صنفه بوش بأنه جزء من "محور الشر"، متهماً اياه بالسعي إلى امتلاك أسلحة كيماوية وجرثومية ونووية، ومهدداً بأنه سيستخدم كل الوسائل لإطاحته. ورأى كيري أن الحملة الكلامية على صدام كانت "خطأ جسيماً، وتتجاوز الإمكانات بكثير، ما يجعلنا نبدو سخفاء ويزيد قوته صدام". واعتبر أن على الولاياتالمتحدة أن تكون أكثر صراحة في اظهار ما لديها من أدلة تدين صدام، وأن تسعى إلى اقناع دول العالم بموقفها من العراق، و"إذا قررنا الدخول إلى العراق من دون كثير من الخطوات المسبقة، سنصنع مشاكل كبيرة. يجب أن نكون أكثر ذكاء في هذا الشأن. ربما يكون محور اهتمامكم كله، لكن موقفكم سيكون أفضل بكثير بعدم ابداء أي اشارة عنه". وأثنى عضو مجلس الشيوخ على أداء القوات الأميركية في أفغانستان، لكنه شكك في حكمة قرار الجيش الاستعانة بقوات أفغانية لتضييق الخناق على أسامة بن لادن وقوات تنظيم "القاعدة" خلال المعارك في منطقة تورا بورا. وقال: "كان الهدف كما حدده الرئيس هو القضاء على القاعدة والامساك بقادتها وبأسامة بن لادن حياً أو ميتاً. لم نقضِ على القاعدة، انهم أكثر خطراً وهم متفرقون مما كانوا وهم مطوقون محاصرون في جبال تورا بورا". وأكد أنه سيتخذ قراراً مطلع 2003 في شأن احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة، مقراً بوجود اعتقاد بأن ترشحه شبه أكيد. تحفظ استرالي إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد إن بلاده لم تعلن مساندة عسكرية غير مشروطة لأي هجوم تشنه الولاياتالمتحدة على العراق، ملمحاً بذلك إلى تصريحات في هذا الاتجاه كان أدلى بها وزير خارجيته. ونقلت اذاعة "ايه. بي. سي" عن هوارد قوله: "لم نعطِ ولن نعطي أي بلد صكاً على بياض في شأن التزام عسكري لاستراليا". وتابع أن بلاده إذا تلقت طلباً من الولاياتالمتحدة "ستبحث الأمر في ضوء ما يستحق وفي ضوء الظروف". وتتناقض هذه التصريحات مع ما أدلى به وزير الخارجية الكسندر داونر خلال زيارته واشنطن الأسبوع الماضي حين لمح إلى بعض حلفاء أميركا المشككين بالتدخل العسكري في العراق قائلاً: "يجب أن يكون المرء مجنوناً كي يقف مع كل سياسة للتهدئة، على أمل اننا إن لم نقل شيئاً أو نفعل شيئاً ازاء صدام، فإن ذلك سيحل المشكلة".