تورا بورا افغانستان، واشنطن - رويترز، أ ف ب - حلقت طائرة قاذفة اميركية ثقيلة من طراز "بي - 52" على علو مرتفع وفي شكل دائري أمس فوق الجبال البيضاء شرق افغانستان حيث توجد منطقة تورا بورا الجبلية، القاعدة السابقة لمقاتلي شبكة "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وكانت طائرة مماثلة نفذت طلعات مماثلة أول من أمس، وابتعدت من دون إلقاء قنابل على المنطقة. اضافة الى ذلك حلقت طائرة مطاردة فوق المنطقة، وقامت طائرة مروحية ضخمة يرجح انها طائرة مراقبة بطلعات عدة. ولم ينته النشاط العسكري في هذه المنطقة ولم تتوافر اي معلومات عما يجري في الجبال البيضاء خارج تورا بورا الى الجنوب باتجاه الحدود الباكستانية. ويشار الى ان عمليات القصف في قلب الجبال البيضاء لا يمكن سماعها من تورا بورا. ويمكن ان تكون عمليات التحليق هذه مهمات استنفار لتكون الطائرات في مكان قريب مستعدة للتدخل في حال تحديد هدف ما. وفر عشرات او مئات من مقاتلي القاعدة، غالبيتهم من المتطوعين العرب والشيشان على الارجح الى باكستان بعدما اجبروا على مغادرة قاعدتهم في تورا بورا الاسبوع الماضي إثر الغارات المتواصلة للطيران الاميركي ومحاصرة قوات افغانية محلية وفرق كومندوس اميركية وبريطانية. وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان الطقس أصبح بارداً جداً في الجبال القريبة من تورا بورا وأن القوات في المنطقة تعاني آثار البرد وهي "تنظف الكهوف واحداً واحداً". وبالنسبة إلى اسامة بن لادن، لم يعط وزير الدفاع الاميركي جواباً حاسماً. وقال: "لا اعتقد انه اختفى ... إما انه قتل في نفق ما، وإما انه ما زال على قيد الحياة. اذا كان لا يزال حياً فقد يكون في أفغانستان او لا. اننا نبحث عنه ونريد العثور عليه وسوف نعثر عليه". وكشف رامسفيلد ان مركز الاعتقال الذي تتولى ادارته مشاة البحرية الاميركية في مطار قندهار جنوبافغانستان سيوسع ليستوعب 500 أسير، وذلك تحسباً لارتفاع عدد الأسرى. وتعكف القوات الاميركية في أفغانستان الآن، على تحليل معلومات عثرت عليها في كهوف "القاعدة" ومخابئ في افغانستان ربما يثبت انها مفيدة في البحث عن بن لادن وآخرين تلاحقهم الولاياتالمتحدة في هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي الأميركي شون مكورماك للصحافيين: "هناك الكثير من المعلومات التي جمعتها القوات الاميركية وقوات المعارضة وهي تتحرك في البلدات المختلفة والكهوف". وأضاف: "هي تبحث هذه المعلومات لترى ما الذي يمكن استخدامه من أجل دفع أهدافنا العسكرية". وقال مسؤولون في الكونغرس ان الرئيس جورج بوش ابلغ زعماء مجلسي الشيوخ والنواب ان الجنود الأميركيين عثروا على شرائط فيديو اخرى للقاعدة ضمن أشياء اخرى. وامتنع مكورماك عن قول ما هي الاشياء التي عثر عليها. وقال: "هل هذه الاشياء شريط فيديو أو قطعة ورق .. لا فرق.. فهي معلومات". وقال: "في الوقت الراهن، الاولوية الاولى لدى الاشخاص الذين يجمعون هذه المعلومات تتمثل في محاولة استغلالها في اي ميزة تكتيكية يمكن ان تتوافر لتحقيق أهداف عسكرية وتقديم زعماء القاعدة وزعماء طالبان للعدالة".