لندن - "الحياة" - لا يزال مديرو صناديق الاستثمار على مستوى العالم في سلبيتهم ازاء أسهم الولاياتالمتحدة. غير أن موزعي الاصول غير راغبين في التخلي عن الأسهم والاستثمار في السندات، حسبما جاء في المسح الأخير الذي أجرته "ميريل لينش" مع مديري الاستثمار. قالت "دار الوساطة العالمية" في أحدث تقرير لها: "إن صورة الولاياتالمتحدة هي حقاً في حال محزنة. لكن المستثمرين المؤسساتيين ليسوا مستعدين حتى الآن أن يستسلموا ويرموا بالطفل مع مياه الحمّام"، على حد قول ديفيد باورز، كبير مصممي الاستثمار العالميين في "ميريل لينش" والمشرف على هذا الاستطلاع. وأضاف باورز: "بينما لا يزال شعور المستثمرين ازاء الأسواق الأميركية يتجه نحو الأسوأ، لا تزال الآمال بالنسبة إلى الأسهم اجمالاً أحسن مما كان متوقعاً، بالنظر إلى ما حصل في السوق في المدة الأخيرة". وعلى رغم شهر عصيب آخر في أسواق الأسهم العالمية، إلا أنه ظهر من الاستطلاع الذي أجري مع 279 مستثمراً مؤسساتياً أنه حصلت زيادة ايجابية في مؤشر "ميريل لينش" لأحوال السوق، حيث ارتفع من 3.12 في حزيران يونيو إلى 6.15 في تموز يوليو. وهذا أعلى مستوى بلغه المؤشر منذ تشرين الثاني نوفمبر 2001، وذلك نتيجة تحسن في تقويمات الأسهم. معلوم أن مؤشر أحوال السوق هو مقياس يختزل ما يشعر به المستثمرون بالنسبة إلى الأرباح ومعدلات الفائدة وتقويمات الأسهم وسائر المشاعر تجاه السوق. وقال عدد وفير بلغ 74 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع الذي قامت به "ميريل لينش" إنهم يتوقعون ارتفاعاً للأسهم في غضون سنة من الآن. وفي الواقع، أفاد 37 في المئة انهم لم يفقدوا الأمل بالحصول على ايرادات تتجاوز 10 في المئة من الأسواق العالمية بعد مرور عام. لكن المستثمرين هم على حذر بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، حيث يتوقعون ظروفاً سيئة، حسبما جاء في المسح. فثمة 36 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع يرون أن الولاياتالمتحدة "تنبئ بمستقبل رديء بالنسبة إلى أرباح الشركات، فيما يقول 34 في المئة إن لدى الشركات الأميركية أردأ نوعية من الأرباح من حيث التخبط وقابلية التكهن والشفافية، بينما 57 في المئة لا يزالون على نظرتهم ان السوق الأميركية هي نسبياً الأكثر غلاء في العالم. غير أنه على رغم السلبية تجاه الأسهم الأميركية، فإن ثلثي عدد مديري الاستثمار على مستوى العالم يستبعدون أن يكون أداء السندات أفضل من الأسهم في السنة المقبلة. فأداء الأسهم عالمياً كان نحو 25 في المئة أسوأ من السندات في الأشهر الثلاثة الماضية، على حد قول باورز. فلا عجب أن تكون غالبية مديري الاستثمار خفضت بحدة نسبة استثماراتها في الأسهم في هذا الشهر. ويقول باورز: "لكن ما يدعو إلى الدهشة أن مديري الاستثمار لم يفقدوا ثقتهم بالأسهم كقطاع لتوظيف الرساميل. فبينما الشعور ازاء الأسهم قد يتصف بالتشاؤم، لا تزال موجودات 48 في المئة من المستثمرين موظفة في الأسهم، بينما 49 في المئة تبقى استثماراتهم في السندات دون المستوى العادي.