سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلير يدعو الى تحرك "وقائي" ضد "ترسانة بغداد" ... ورامسفيلد يأمر بتحديث مخططات الحرب المحتملة . وولفوفيتز يعرض تسليح تركمان العراق ويستبعد ضربة لإطاحة صدام قبل شباط
استبعد مساعد وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز اي عمل عسكري ضد العراق قبل شباط فبراير المقبل وعرض على المسؤولين الاتراك في انقرة امس اعطاء دور اكبر لتركمان العراق في عملية اطاحة الرئيس صدام حسين، من خلال تسليحهم ليوازن دورهم دور الاكراد في شمال هذا البلد. في الوقت ذاته صعّدت لندن لهجتها ضد نظام صدام الذي اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه "ما زال يسعى الى تطوير اسلحة دمار شامل"، محذراً من ان ترسانته "تشكّل تهديداً كبيراً للعالم". وفي دعوة الى تحرك وقائي قال بلير امام مسؤولي اللجان البرلمانية في مجلس العموم، في خطوة تعد سابقة منذ ستين سنة: "اذا اتضح خطر ما، علينا ان نرد قبل ان يتجسد". وشدد على ان ذلك اهم درس يجب استخلاصه من هجمات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، معترفاً بعدم وجود ما يربط بين بغداد وتنظيم "القاعدة". راجع ص2و4 وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي يزور بكين حمل بعنف على العراق امس واصفاً اياه بأنه "دولة غشاشة يجب ان تحاسب" فيما اجرى وزير الدفاع البريطاني جيفري هون محادثات في موسكو ركزت على الملف العراقي. وقال ان العراق يشكل "خطراً شديداً" على الامن العالمي، لافتاً الى ان حلف الاطلسي يجري مشاورات مكثفة في هذا الصدد. اما موسكو فجددت معارضتها الخيار العسكري مع نظام صدام مؤكدة انها لن تبقى "غير مكترثة" اذا ضرب العراق. واستبق وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد محادثات وولفوفيتز مع المسؤولين الاتراك، ليعلن انه اصدر اوامر بتحديث كل مخططات الحرب المحتملة، بما فيها تلك المتعلقة بعمل عسكري محتمل ضد العراق. وصرح الى شبكة "سي ان ان" بأن هذه السيناريوات لن تعلن ولو اتخذ الرئيس جورج بوش قراراً ب"تغيير النظام" في بغداد بالقوة. واوضح ان تعليماته تقتضي مراجعة خطط البنتاغون المتعلقة بمعارك في حال طوارئ، يمكن ان تشمل نشر قوات اميركية. في انقرة عرض وولفوفيتز اعطاء دور اكبر لتركمان العراق، في عملية اطاحة صدام من خلال تسليحهم ليوازن بذلك دورهم دور الاكراد في الشمال. واشار الى ان المصالح التركية تتوافق مع تغيير النظام العراقي لانهاء الحال السائد في شمال العراق التي تزعج انقرة محذراً من ان الرئيس العراقي "بما يسعى الى امتلاكه من اسلحة دمار شامل يشكل خطراً على المنطقة بأسرها بما فيها تركيا". واكدت الاوساط العسكرية التركية رفض انقرة استقبال جنود اميركيين او المشاركة الفعلية في اي عملية ضد العراق، واكتفت بفتح القواعد الجوية للطيران الاميركي. وقال مصدر تركي ل"الحياة" ان سيناريوات تسليح الاكراد والتركمان في العراق غير جدية ولا تجدي، مشككاً في نية الادارة الاميركية التخلص من صدام. وزاد ان وولفوفيتز يسعى الى اعطاء انطباع بأن انقرة متفقة مع واشنطن حيال مستقبل العراق للضغط على الدول العربية المجاورة لهذا البلد. واشار وولفوفيتز ومساعد وزير الخارجية الاميركي مارك غروسمان الذي يرافقه في زيارته الى ان واشنطن ستقدم دعماً مالياً جديداً لتركيا يصل الى عشرة بلايين دولار بداية العام المقبل، لكن ذلك لم يكن كافياً لاقناع انقرة بالموافقة على تمديد خدمة القوات التركية في افغانستان الى ما بعد مطلع عام 2003. ووجد قائد القوات الجوية الاميركية جوزيف رالتسون الفرصة مناسبة ليبحث مع القيادات العسكرية التركية في جهوزية القواعد الجوية التركية في ديار بكر بالاضافة الى قاعدة انجرليك.