شددت بريطانياوفرنسا ضغوطهما على العراق عشية الجولة الجديدة من الحوار بين بغداد والأمين العام للامم المتحدة كوفي انان غداً. وركزت الضغوط على ضرورة قبول العراق عودة مفتشي الأسلحة، وفيما حذر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو والرئيس صدام حسين من "عواقب" رفضه عودتهم، أعلن مصدر حكومي في لندن ان الملف العراقي سيكون في مقدم المواضيع التي سيناقشها نائب الرئيسي الاميركي ديك تشيني مع رئيس الوزراء توني بلير في العاصمة البريطانية الاسبوع المقبل راجع ص2. تزامن ذلك، مع رفض زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني "تنصيب اميركا ديكتاتوراً جديداً" في بغداد بدلاً من صدام، وتشديده على التمسك بوحدة العراق. وكان طالباني يتحدث في أنقرة حيث حاول طمأنة المسؤولين الأتراك الى ان أكراد العراق لا يسعون الى اقامة دولة في شمال البلد، في حال وجهت اميركا ضربة عسكرية لاطاحة نظام صدام. وكان اللافت امس ان 39 من أعضاء مجلس العموم البريطاني وقعوا مذكرة تدعو بلير الى عدم المشاركة في تلك الضربة، علماً ان صدام حمل عليه بعنف لتحذيره من "خطر أسلحة الدمار الشامل العراقية". وافيد ان النواب ال39 من "حزب العمال الجديد" بزعامة رئيس الوزراء يشاطرون انان موقفه الذي اعتبر ان ضرب العراق في هذه المرحلة "لن يكون أمراً حكيماً". ودعا النواب بلير الى "استخدام نفوذه" لحمل بغداد على قبول عودة المفتشين، محذرين من ان عملاً عسكرياً قد يعرض للخطر التحالف الدولي المناهض للارهاب. واشاروا الى "استياء عميق" لدى الأكثرية في مجلس العموم كما لدى معارضي فكرة دعم عمل عسكري ضد صدام.وأفادت وكالة "فرانس برس" ان ستة نواب محافظين ايدوا في مذكرة اخرى ضرب العراق. وابلغت مصادر في المعارضة العراقية "الحياة" في لندن ان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بن برادشو التقى أمس وفداً من المعارضة ضم الأمين العام لحركة "الوفاق الوطني" اياد العلاوي والدكتور لطيف رشيد من الاتحاد الوطني الكردستاني والدكتور حامد البياتي ممثل "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"، ودلشاد ميران من الحزب الديموقراطي الكردستاني. وأوضحت المصادر ان اللقاء عقد تلبية لطلب المعارضة التي حضت برادشو على مساندة العمل ل"تغيير نظام صدام وترسيخ نظام ديموقراطي بديل". وفي سياق تشديد الضغوط على بغداد للتراجع عن رفضها عودة المفتشين، دعت فرنسا أمس الى السماح لهم بتنفيذ مهمتهم "من دون قيود أو شروط". وأملت بأن يؤدي "الحوار المهم" غداً بين انان والوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية ناجي صبري الحديثي، الى "ابلاغ العراق الرسالة الواضحة" وفحواها حتمية عودة فرق التفتيش.